نروي لكم اليوم خبر سجن الوزير ابن مقلة وقطع لسانه ويده.
قصة قصيدة ما سئمت الحياة لكن توثقت للحياة
أما عن مناسبة قصيدة “ما سئمت الحياة لكن توثقت للحياة” فيروى بأن الوزير ابن مقلة بعد ما كان فيه من شأن رفيع في الدولة العباسية، وما كان عليه حاله من رفاه، عزل عن الوزارة في عهد الخليفة المقتدر، وخربت داره التي كانت تحد واحدة من أجمل البيوت في مدينة بغداد، وبستانه الذي احتوى على أجمل الحيوانات والطيور والأشجار، وقطعوا له يده، ومن ثم قصوا له لسانه، وصودر منه ألف ألف دينار، ومن ثم وضع في السجن وحده، ولا يوجد معه من يخدمه مع كبره وضعفه وانعدام بعض أعضائه، حتى أنه كان يأخذ حاجته من الماء لوحده من بئر عميق، فكان ينزل الحبل بيده اليسرى، ويمسكه بفمه، وقد عانى من جهد جهيد بعد ما كان في عيش رغيد.
وقد أنشد بينما كان في السجن في يده التي قطعت:
ما سئمت الحياة، لكن توثقت للحياة
بأيمانهم، فبانت يميني
يقول الشاعر في هذا البيت بأنه لم يسأم من الحياة، ولكنه أمن للحياة معهم، فقطعت يمينه بسبب ذلك.
بعت ديني لهم بدنياي حتى
حرموني دنياهم بعد ديني
ولقد حفظت ما استطعت بجهدي
حفظ أرواحهم، فما حفظوني
ليس بعد اليمين لذة عيش
يا حياتي بانت يميني فبيني
وكان كثيرًا ما يبكي على يده التي قطعت، ويقول: لقد كتبت بيدي تلك القرآن مرتين، وخدمت بها ثلاثة من الخلفاء، ويؤل حالها إلى أن تقطع كما تقطع يد السارق، ومن ثم يشد قائلًا:
إذا ما مات بعضك فابك بعضا
فإن البعض من بعض قريب
وقد مات في سجنه هذا ودفن في بيت السلطان.