قصة قصيدة ما في وقوفك ساعة من باس

اقرأ في هذا المقال


تنقذ سرعة البديهة صاحبها إن حضرت في العديد من المواقف، ومن هذا ما حصل مع شاعرنا أبي تمام، واليوم نروي لكم قصته، وكيف أنقذته سرعة البديهة من غضب المعتصم بالله.

من هو أبو تمام الطائي؟

هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في مدينة من مدن سوريا يقال لها جاسم، وتوفي في الموصل في العراق.

قصة قصيدة ما في وقوفك ساعة من باس

أما عن مناسبة قصيدة “ما في وقوفك ساعة من باس” فيروى بأن أبو تمام الطائي دخل في يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة المعتصم بالله بقصيدة قال فيها:

ما في وُقوفِكَ ساعَةً مِن باسِ
نَقضي ذِمامَ الأَربُعِ الأَدراسِ

فَلَعَلَّ عَينَكَ أَن تُعينَ بِمائِها
وَالدَمعُ مِنهُ خاذِلٌ وَمُواسِ

لا يُسعِدُ المُشتاقَ وَسنانُ الهَوى
يَبِسُ المَدامِعِ بارِدُ الأَنفاسِ

إِنَّ المَنازِلَ ساوَرَتها فُرقَةٌ
أَخلَت مِنَ الآرامِ كُلَّ كِناسِ

مِن كُلِّ ضاحِكَةِ التَرائِبِ أُرهِفَت
إِرهافَ خوطِ البانَةِ المَيّاسِ

بَدرٌ أَطاعَت فيكَ بادِرَةَ النَوى
وَلَعاً وَشَمسٌ أولِعَت بِشِماسِ

بِكرٌ إِذا اِبتَسَمَت أَراكَ وَميضُها
نَورَ الأَقاحي في ثَرىً ميعاسِ

وَإِذا مَشَت تَرَكَت بِصَدرِكَ ضِعفَ ما
بِحُلِيِّها مِن كَثرَةِ الوَسواسِ

وعندما وصل إلى قوله:

إِقدامَ عَمرٍو في سَماحَةِ حاتِمٍ
في حِلمِ أَحنَفَ في ذَكاءِ إِياسِ

يمدح الشاعر الخليفة المعتصم في هذا البيت، ويقول بأنه يملك شجاعة عمرو بن معد يكرب، وسماحة حاتم الطائي، وحلم الأحنف بن قيس التميمي، وذكاء إياس بن معاوية المزني.

قال له بعض الحاضرين: أتمدح الخليفة بمثل هذا، وهو أكبر قدرًا من جميع من ذكرت؟ وإنك لم تزد إلا أنك قد شبهته برجال من أجلاف العرب، فسكت أبو تمام قليلًا، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

لا تُنكِروا ضَربي لَهُ مِن دونِهِ
مَثَلاً شَروداً في النَدى وَالباسِ

فَاللَهُ قَد ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنورِهِ
مَثَلاً مِنَ المِشكاةِ وَالنِبراسِ

وبعد أن رأى الخليفة سرعة بديهته، وحسن شعره، أعطاه ولاية الموصل جزاءً له على ذلك، ويروى بأنهم عندما أخذوا القصيدة بعد ذلك، لم يجدوا بها هذين البيتين، وإنما قالهما ارتجالًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل أبو تمام الطائي إلى مجلس الخليفة المعتصم بالله، ومدحه بقصيدة، وفي هذه القصيدة شبهه بصفات رجال من العرب، فلامه على ذلك أحد الحاضرين، فأنشد بيتين يبرر فيهما تشبيهه بهم.


شارك المقالة: