قصة قصيدة ما لأبي حمزة لا يأتينا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما لأبي حمزة لا يأتينا

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما لأبي حمزة لا يأتينا” فيروى بانه كان هنالك رجلًا في الجاهلية يقال له أبا حمزة، ولكن لم يكن لهذا الرجل ابن، وكان كل ما يشتهي هذا الرجل هو أن تلد له زوجته ابنًا يكبر بين يديه، فيملأ بيته فرحًا وسعادة، وحتى يصبح له عونًا عندما يكبر في العمر، وفي يوم من الأيام حملت زوجته، وبقي أبو حمزة يأمل أن يكون المولود ذكرًا، ولكن عندما انتهت التسعة شهور، كانت المفاجأة لهذا الرجل، حيث أن زوجته ولدت له ابنة بدل أن تلد له ابنًا، فاحتار الرجل، فماذا يفعل ببنته في هذه الصحراء القاسية، وكيف له أن يؤمن لها ما تحتاج من طعام وهو كبير في العمر، وماذا يغنيها عنه إن ذهب إلى الغزو، أو إن غزا عليه أحدهم، وإن وقعت ابنته في أيدي أعدائه، فعار عليه.

فقرَّر أبو حمزة أن يطلق زوجته، أو يرحل عنها، ويتزوج من امرأة غيرها، لا تلد له بناتًا وإنما تلد له غلامًا، وربما حدثته نفسه بأن يقوم بوأد هذه الفتاة، التي يملًا صوت بكاها جميع أرجاء المنزل، وبينما هو يفكر في كل هذا سمع صوتًا من داخل الخيمة، وكان هذا الصوت صوت زوجته، تنشد أبياتًا من الشعر على مسمع ابنتها، وهي تقول:

ما لأبي حمزة لا يأتينا؟
يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نلد البنينا
تالله ما ذلك في أيدينا!

وإنما نأخذ ما أُعطينا
نُنبت ما قد زرعوه فينا!

فأصابت أبا حمزة حالة من الكآبة، وجلس فترة صامتًا، ولم يعد يعلم ماذا يفعل، حتى قرر أنه لن يطلق زوجته، ولن يتزوج عليها، وبأن يعطيها فرصة ثانية، فإن ولدت له بنتًا، فحينها يطلقها، وإن ولدت له غلامًا يبقيها زوجة له، وحملت زوجته مرة أخرى، وانتظر تسعة أشهر وهو معلق النفس بين الخيبة والرجاء، وأتت الليلة التي دخلت فيها زوجته في المخاض، ولكنها لم تستطع ان تلد في تلك الليلة، والا الليلة التي تليها، ولا التي تليها، فبشروه بأن الذي في بطن زوجته غلام، حيث أن المرأة إن تعسرت ولادتها فهي تحمل صبيًا.

بقي الرجل ساهرًا في تلك الليلة، وبينما هو جالس ينتظر، إذ برجل يقبل من بعيد، فقام وحياه، وأدخله إلى البيت، وبينما هما جالسان، ولدت زوجته، وكانت المولودة فتاة، فحزن حزنًا شديدًا، ورأى الرجل ذلك في عيناه، فسأله عما هو فاعل بالفتاة، فأخبره بأنه سوف يئدها، فتضايق الرجل، ومن ثم قال له بأنه سوف يشتري حياتها بناقة من نيقه، فوافق الرجل، وأخذ الناقة وأبقاها على قيد الحياة.

حالة الشاعرة

كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذه القصيدة الحزن من أن زوجها لا يريد أن يرى ابنته، أو يراها.


شارك المقالة: