قصة قصيدة مرحبا بالتي تجور علينا

اقرأ في هذا المقال


هنالك أناس سريعون البديهة، لا يستطيع أحد أن يتغلب عليهم في الكلام، ومن هؤلاء الأناس زوجة أبو الأسود الدؤلي التي استطاعت أن تتغلب على زوجها في الكلام على الرغم من كونه داهية من دهاة العرب.

من هو أبو الأسود الدؤلي؟

أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، وهو سيد من سادات التابعين، وشاعر من شعراء العصر الأموي.

قصة قصيدة مرحبا بالتي تجور علينا

أما عن مناسبة قصيدة “مرحبا بالتي تجور علينا” فيروى بأن زوجة أبي الأسود الدؤلي دخلت في يوم من الأيام إلى مجلس أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، واشتكت إليه زوجها، وكان زوجها مقربًا من الخليفة، فقالت له: أصلح الله أمير المؤمنين، إن الله عز وجل قد جعل منك خليفة على المسلمين، ورقيبًا على عباده، وأنت الأمير المرتضى، فأسأل الله أن يبقي عليك النعمة، وأن يزيد في بركتك، وأنا التجأت إليك يا أمير المؤمنين بأمر قد ضاق به عني الهم، لتنصفني من خصمي، فقال لها الخليفة: وما هي شكواك؟، فقالت له: أمر طلاقي من زوجٍ قد غدر بي، لا يخاف من الله، ولا يرأف بأحد، فقال لها الخليفة: ومن هو زوجك؟، فقالت له: أبو الأسود.

فالتفت الخليفة إليه، وقال له: هل ما تقول هذه الامرأة صحيح؟، فقال له: إن بعض ما تقول صحيح، فأما ما ذكرت من أمر طلاقها فهو حق، وسوف أخبرك بخبرها، فإني والله لم أطلقها لريبة قد ظهرت، ولا من هفوة قامت بها، ولكني كنت قد كرهت شمائلها، فقطعت وصلها، فقال له الخليفة: وماذا كرهت منها؟، فقال له: إنها كثيرة الصخب، سليطة اللسان، كانت تهين أهلي، وتؤذيني، إن كان مني خير لم تخبر أحدًا به، وإن ظهر مني شر أذاعته، فردت عليه زوجته قائلة: إنك والله قد كنت كثير السؤال، جاهل، وقد كنت بخيل إن التمس عندك الجود قطعته، ضيفك جائع، وجارك ضائع، لا تضرم نارًا، أهون الناس عليك من أكرمك، وأكرمهم عليك من أهانك.

وعندما سمع الخليفة كلام هذه الامرأة قال لها: والله لم أر أعجب منك، ومن ثم أمرها أن تنصرف، وتعود في اليوم التالي، فانصرفت، وعادت في اليوم التالي، فقال أبو الأسود للخليفة: إنها تقول الشعر، فقال له الخليفة: فقل لها أنت أبياتًا لعلك تغلبها بالشعر، فأنشد أبو الأسود قائلًا:

مَرحَباً بِالًّتي تَجور عَلَينا
ثُمَّ أَهلاً بِحامِلٍ مَحمولِ

أَغلَقَت بابَها عَليَّ وَقالَت
إِنَّ خَيرَ النساءِ ذاتُ البُعولِ

يخاطب الشاعر زوجته ويقوم بهجائها قائلًا: مرحبًا بالتي كانت تظلمني، وهي التي أغلقت بابها علي، وقالت لي: إن أفضل النساء من كان لهن زوج.

شَغَلَت قَلبها عَليَّ فَراغاً
هَل سَمِعتُم بِفارغٍ مِشغولِ

فقالت تجيبه:

لَيـسَ مـن قالَ بِالصوابِ وبالحق
كَـمَـن جـارَ عَـن منارِ السبيلِ

كـانَ ثـديـي سـقـاءهُ حـينَ يضحي
ثُــمّ حــجـري فـنـاؤه بـالأصـيـلِ

لستُ أَبغي بِواحِدي يا اِبن حربٍ
بَــدلاً مــا عــلمـتـهُ والجـليـلُ

فدفعه معاوية إليها.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخلت زوجة أبي الأسود الدؤلي إلى مجلس الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وشكته إليه، فذكر أبو الأسود صفاتها التي كان يكرهها، وذكرت هي صفاته التي كانت تكرهها.

المصدر: كتاب "الوافي بالوفيات" تأليف الصفديكتاب "تاريخ مدينة دمشق" تأليف ابن عساكركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: