قصة قصيدة معي صاحبا صدق إذا ملت ميلة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة معي صاحبا صدق إذا ملت ميلة

أمّا عن قصة قصيدة “معي صاحبا صدق إذا ملت ميلة” فيروى بأنه كان هنالك شاعر من أهل الحجاز يقال له عروة بن حزام، وبعد أن ولد بفترة وجيزة توفي والده، وبعد أن مات والده قام عم له بأخذه معه إلى بيته، ورباه مع أبناءه، وكان عند عمه ابنة اسمها عفراء، وبما أنهما ق عاشا معًا في نفس البيت فقد تربيا سوية، وكبرا معًا، ووجد عروة عندها ما يخفف عنه يتمه ووحدته، ولكن بعد أن كبرا في العمر، وأصبحا في شبابهما، رأى عمه أن يبعدهما عن بعضهما.

وبسبب حجبها عنه لم يعد يراها، وهو الذي كان مشغوفًا بحبها شغفًا عظيمًا، وكان كلما مر عليه الوقت وهو بعيد عنها ازداد شوقه وحبه لها، ولكن وعلى الرغم من كل هذا الحب، لم يكن هنالك سبيل إليها، فاندفع إلى شعره الذي كان ممتلئًا بذكرياته معها، وشوقه إليها، والحزن على بعده عنها، ومن ذلك قوله:

معي صاحباً صِدْقٍ إذا مِلْتُ مَيْلَةً
وكانَ بِدَفَّيْ نِضْوَتي عَدَلاني

أَلاَ أَيُّها العرّافُ هل أَنتَ بائعي
مكانَكَ يوماً واحداً بمكاني

أَلسْتَ تراني لا رأيتَ وَأَمْسَكَتْ
بِسَمْعِكَ رَوْعاتٌ من الحَدَثانِ

فيا عَمٌ يا ذا الغَدْرِ لا زِلْتَ مُبْتلّي
حليفاً لِهَمٍّ لازمٍ وهَوانِ

غَدَرْتَ وكانَ الغَدْرُ مِنْكَ سَجِيَّةً
فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وَأَوْرَثْتَني غَمَّاً وكَرْباً وحَسْرَةً
وأَوْرَثْتَ عيني دائمَ الهَمَلانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلى مَنْ هَويتَهُ
وقلبُكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وإِنّي لأَهْوى ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنا
وعفراءَ يومَ الحَشْرِ مُلْتَقِيانِ

وإِنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا
مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تَحَدَّثَ أَصْحابي حديثاً سَمِعْتُهُ
ضُحَيّاً وأعناقُ المَطِيِّ ثَوانِ

وعندما لم يعد يستطيع أن يبقى بعيدًا عنها، ذهب إلى أبيها وطلب منه أن يزوجه إياها، ووافق والدها على أن يزوجها منه في البداية، ولكنه بعد ذلك عدل عن قراره، واشترط عليه مهرًا لم يكن يملكه لكي يتزوج منها، وكان يريد من ذلك أن يرده عن طلبها منه، ولكنه وافق على المهر، وطلب منه أن يمهله عامين لكي يجمعه، فوافق والدها على ذلك، ولكنه زوجها من غيره بينما كان في الغربة يجمع المهر.

نبذة عن عروة بن حزام

هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من شعراء الغزل المتيمين، ولد في الحجاز في شبه الجزيرة العربية، ومن ثم هاجر إلى اليمن، وعند عودته إلى الحجاز وجد بأن محبوبته قد تزوجت، فلحق بها إلى الشام.


شارك المقالة: