اقرأ في هذا المقال
يعد بيت الشعر “مكر مفر مقبل مدبر معا” من أبرز الأبيات في معلقة امرؤ القيس، وقد حظي باهتمام النقاد والشعراء على مر العصور، هذا البيت يصف الحصان العربي الأصيل ببراعة فائقة، ويستخدم الشاعر فيه مجموعة من الألفاظ التي تدل على قوة الحصان ورشاقته وسرعته.
نبذة عن امرؤ القيس
التعريف بالشاعر أمرؤ القيس: فهو جندح بن حجر بن الحارث الكندي ولد في نجد بالجزيرة العربية سنة “501” ميلادي، يعد أموؤ القيس شاعرًا عربيًا من شعراْ العصر الجاهلي، توفي بسبب الجدري الذي الصابه وهو في سن “38” من عمره ودفن في مدينة أنقرة سنة “540” ميلادي.
ما لا تعرف عن قصة قصيدة مكر مفر مقبل مدبر معا
وأمَّا عن قصة قصيدة “مكر مفر مقبل مدبر معاً” فهذه القصيدة هي وصف لحصان أمرؤ القيس قد وصفه في معلقته حيث قال:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ
إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى
أَثَـرْنَ الغُبَـارَ بِالكَدِيْـدِ المُـرَكَّـلِ
يُزِلُّ الغُلاَمُ الخِفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـه
وَيُلْوِي بِأَثْـوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
حيث وصف امرؤ القيس في هذا البيت حصانه وأنه من سرعة جريه يكر ويفر ويقبل ويدبر في نفس اللحظة وهنا يتبين الإعجاز في وصفه حيث يقول أن رجلا الحصان الخلفيتان تتقدم في نفس اللحظة التي تتأخر فيها رجلاه الأماميتان وعندما تتقدم رجلاه الأماميتان تتأخر رجلاه الخلفيتين، وهكذا يكر ويفر ويقبل ويدبر في نفس الوقت. وقد تم التأكد من صحة هذا الكلام الذي وصف فيه امرؤ القيس حصانه عندما اخترعت الكاميرات الحديثة عالية الدقة وقاموا بتصوير الحصان وهو يركض فتبين أنه عند تقدم الرجلان الخلفيتين للأمام تتأخر الرجلان الخلفيتين وهكذا.
وفي الشطر الثاني يقول امرؤ القيس أنه وعلى الرغم من أن حصانه يقبل ويدبر، ويكر ويفر في نفس اللحظة فهو يتحرك ككتلة واحدة مثل الصخرة التي لا تلوي على شيء. وعندما قال حطه السيل من عَل يقصد بأن الحصان في كل دورة حركة تكون رجلاه الأماميتين والخلفيتين في الهواء غير ملامسة للأرض في نفس اللحظة فيسقط على الأرض من الأعلى.
دَرِيْـرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَـرَّهُ
تَتَابُـعُ كَفَّيْـهِ بِخَـيْـطٍ مُـوَصَّـلِ
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ
وإِرْخَاءُ سَرْحَـانٍ وَتَقْرِيْـبُ تَتْفُـلِ
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَهُ سَـدَّ فَرْجَـهُ
بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْـزَلِ
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى
مَدَاكَ عَـرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْظَـلِ
وفي نهاية القصيدة يكمل وصفه لحصانه فيمدحه ويقول بأنه يبقى مواصلًا لركضه وسرعته تبقى تتزايد مثل اللعبة التي يلعبها الأطفال وهي عبارة عن حجر صغير مربوط بخيط فعندما يدورها تبدأ سرعتها بالازدياد حتى تصبح ريعة جدا وهذا حال حصانه السريع.
ويستمر امرؤ القيس بوصف جمال حصانه فيقول أن له فخذان رشيقان كفخذا الغزال وأن له ساقان كساقا النعامة طويلان يمشي كالذئب بسرعة مشيه وهدوئها ويصف أنواع مشي حصانه الأربعة وهي العدو والخبب والهذيب والتبختر.
ويكمل وصف جمال حصانه ويقول بأنه كبير الأضلاع جبينه منتفخ ويقول بأنه كريم فهو يستح إذا أتاه أحد من خلفه ويغطي على نفسه من الخلف بذيلة الذي لا يصل الأرض.
معنى مكر مفر مقبل مدبر
- مكر: يعني أن الحصان ماكر، أي أنه قادر على خداع خصومه والتفوق عليهم.
- مفر: يعني أن الحصان سريع الهرب، أي أنه قادر على الفرار من أي خطر.
- مقبل: يعني أن الحصان سريع الهجوم، أي أنه قادر على مهاجمة خصومه بقوة.
- مدبر: يعني أن الحصان قادر على التراجع والدفاع عن نفسه.