نروي لكم اليوم شيئًا من خبر القاضي عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف.
قصة قصيدة منازل آل حماد بن زيد
أما عن مناسبة قصيدة “منازل آل حماد بن زيد” فيروى بأن عمر بن أبي عمر كان يرد في أصله إلى حماد بن زيد بن درهم، وكات عمر بن أبي عمر فقيهًا على المذهب المالكي، وكان قاضيًا في مدينة بغداد، حيث ولد في مدينة البصرة، ومن ثم انتقل إلى بغداد حيث درس الفقه، وأصبح عالمًا به، وكان ابن أبي عمر حافظًا للقرآن الكريم والحديث والفرائض والحساب واللغة والنحو والشعر، وكان قد وصف مسندًا فرزقه الله قوة الفهم وشرف الأخلاق، وله من الشعر شعرًا رائقًا حسنًا، وكان ذو سيرة حسنة في القضاء، فقد كان عدلًا ثقة إمامًا.
وقد اعتاد أن يكون له مجلس في بيته يحضره العديد من أهل بغداد، ومنهم رجل يقال له المعافى بن زكريا الجريري، وفي يوم من الأيام أتوه من اعتادوا على حضور منزله، وجلسوا على باب بيته ينتظرونه، وانتبهوا إلى أعرابي جالس بالقرب منهم، وكان كأن له حاجة، وبينما هم جالسون نزل غراب على نخلة من نخلات الدار، وصرخ ومن ثم حلق مبتعدًا، فقال الأعرابي: إن صاحب هذه الدار سوف يموت بعد سبعة أيام، فرماه القوم بالحجارة حتى قام وانصرف.
وبعث القاضي إليهم بأن يدخلوا إلى مجلسه، فدخلوا عليه، وكان لون وجهه متغير، فسألوه عن خبر ذلك، فأخبرهم بأنه رأى في الليلة السابقة في المنام شخصًا أنشده بيتًا من الشعر قال فيه:
منازل آل حماد بن زيد
على أهليك والنعم السلام
يقول الشاعر في هذا البيت بأن منازل آل حماد على أهل القاضي ابن أبي عمر، وعليهم النعم والسلام.
ومن ثم قال لهم: وقد ضاق صدري بسبب ذلك، فدعوا له وانصرفوا من عنده، وبعد ذلك بسبعة أيام مات القاضي، فصلى عليه ابنه أبو النصر، وهو الذي ولي القضاء من بعده.