قصة قصيدة من مبلغ عمرا بأن المرء
أمّا عن مناسبة قصيدة “من مبلغ عمرا بأن المرء” فيروى بأن منذر بن ماء السماء قام في يوم من الأيام بوضع أخيه الصغير، ويقال بأنه قد وضع ابنه، وكان اسمه مالك عند بني زرارة، وبعد مدة، وفي يوم خرج مالك للصيد، ولكنه لم يستطع أن يصطاد أي شيء، وعاد متوجهًا إلى قصره، وبينما هو في طريقه إلى قصره مر من عند إبل لرجل من بني عبد الله بن دارم، وكان هذا الرجل يدعى سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم، وكان سويد متزوجًا من ابنة زارة بن عدس، وكانت زوجته قد ولدت له سبعة أبناء.
وعندما رأى مالك الإبل أعجب بسمنتها، وأمر رجاله أن يقوموا بنحر إحدى تلك النيق، ثم طبخت، وتناول الملك الطعام، وكان سويد نائمًا خلال هذا كله، وعندما استيقظ سويد من نومه، ورأى ما حصل لناقته، قام إلى مالك وضربه بعصا كانت معه، فسقط مالك على الأرض ميتًا من ضربته.
وعندما أدرك سويد ما فعل، خرج من قبيلته هاربًا، وتوجه إلى مكة المكرمة، لكي يختبئ هنالك، ولكنه علم بأنه ليس بمأمن من منذر بن ماء السماء، فقام بمخالطة بني نوفل بن عبد مناة، وتحالف معهم، وتزوج منهم، ومن أبناءه، أبو أهاب بن عزيز بن قيس بن سويد، وكان زرارة من المقربين من عمرو بن هند، وكان عمرو قد غزا قبل ذلك قومًا، وكان معه في تلك الغزوة زرارة، ولكنه لم ينل من تلك الغزوة شيئًا، وعندما عادوا من تلك الغزوة، قال زرارة لعمرو بن هند: إن طيء قريبة منا، ورجوعك من دون أن تنال شيئًا لهو شيء عظيم، فقام بغزو طيء، ولكنهم تمكنوا من أسره، وخرجوا يطلبون زرارة، ولكنهم لم يتمكنوا من الإمساك به، فجعلوا ينتهزون الفرصة للإمساك به، وعندما وصلهم أن دارما قتلت أسعد، وأن عمرو بن هند قد كتم كل ذلك في نفسه، أنشد عمرو بن ملقط الطائي، قائلًا:
من مبلغ عمرا بأن المرء
لم يخلق صـبـاره
وحـــوادث الأيام لا
تبقى لها إلا الحجاره
أن ابن عـجـزة أمـه
بالسفح أسفل من أواره
فاقـتــل زرارة لا أرى
في القوم أفضل من زرارة
نبذة عن عمرو بن ملقط الطائي
هو عمرو بن ثعلبة بن عتاب بن ملقط الطائي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، كان معاصرا لعمرو بن هند.