يفخر كل منا بنفسه وبنسبه، ولكن من دون التعدي على الآخرين والتنقيص منهم، ولكن شاعرنا لهذا اليوم وهو بدر بن معشر فعل عكس هذا، حينما أخذ يفخر بنفسه، واستنقص من الآخرين، فما كان إلا أن فقد رجله جزاءً له على ذلك.
من هو بدر بن معشر؟
هو بدر بن معشر الغفاري الكناني المدركي الخندفي، شاعر من شعراء بني كنانة، كان له مجلس في سوق عكاظ، وكان يفخر بنفسه وقبيلته في هذا المجلس.
قصة قصيدة نحن بنو مدركة بن خندف
أما عن مناسبة قصيدة “نحن بنو مدركة بن خندف” فيروى بأن رجلًا من بني غفار بن نليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يقال له بدر بن معشر كان قد جعل لنفسه مجلسًا في سوق عكاظ، وكان بدر بن معشر حسن الحديث، فخورًا بنفسه وبقبيلته، فقام في أحد الأعوام في مجلسه، وأخذ ينشد أبياتًا من الشعر يفخر فيها بقومه، وينقص من الحاضرين، حيث قال:
نحن بنو مدركة بن خندف
من يطعنوا في عينه لم يطوف
يفخر الشاعر بقومه في هذا البيت ويقول بأنهم إن عادوا أحدًا فإنه لن يستطيع الخروج والطواف.
ومن يكونوا قومه يغطرف
كأنهم لجة بحر مسدف
ومن ثم مد رجله أمامه، وأخذ يقول: فنحن أعز قبيلة من قبائل العرب، وأنا أعز رجل في العرب، فمن كان منكم يظن بانه اعز مني، فليتقدم إلي، وليضرب رجلي، فقام إليه رجل من بني دهمان بن نصر بن معاوية يقال له الأحيمر بن مازن بن أوس بن النابغة، وضربه بالسيف على ركبته، وقطعها له، ومن ثم قال له: خذها إليك أيها المخندف، وسيفه في يده، ومن ثم وقف رجل من هوازن، وأخذ ينشد قائلًا:
نحن بنو دهمان ذو التغطرف
بحر لبحر زاخر لم ينزف
نبني على الأحياء بالمعرف
فاجتمع أهل هوازن وأهل كنانة، ونشب بينهم خلاف، حتى كاد أن يكون هنالك دماء بينهم، ولكنهم عدلوا عن ذلك، ورأوا بأن ما حصل يسير.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان لبدر بن معشر مجلس في سوق عكاظ، وكان رجلًا فخورًا بنفسه، وفي أحد الأيام وقف وأخذ ينشد أبياتًا من الشعر يفخر فيها بقبيلته، وقال للحاضرين بانه أعز العرب، وتحداهم أن يبعدوا رجله من أمامهم، فضربها رجل من بني دهيمان بالسيف وقطعها له.