قصة قصيدة نحن كنا قد علمتم قبلكم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة نحن كنا قد علمتم قبلكم

أمّا عن مناسبة قصيدة “نحن كنا قد علمتم قبلكم” فيروى بأن أمر الحيرة قد فسد، وان عدي بن زيد وقتها في مدينة دمشق في سوريا، ولكن والده تمكن من الإصلاح بين أهلها، وكان على الحيرة وقتها المنذر، ولكنه كان لا يعدل بينهم، وكان إن أعجبه ملك أحدهم أخذه لنفسه، فقرروا أن يقوموا بقتله، وعندما تيقن المنذر بأن أهل المدينة يريدون قتله بعث إلى زيد بن حماد العبادي التميمي، وكان قبله على الحيرة، وقال له: يا أبا عدي، أنت خليفة أبي، وقد وصلني أن أهل الحيرة قد أجمعوا على قتلي، وإني لست بحاجة إلى الحكم، وهو لكم فأعطوه لمن تريدون، فبعث له زيد قائلًا: إن ما بعثت لي به أمره ليس لي، ولكني سوف أسعى لكي أتبين لك حقيقة هذا الأمر، وبعد ذلك أخبرك ماذا تفعل.

وفي اليوم التالي نزل زيد إلى أهل الحيرة، فاستقبلوه، وقالوا له: ألا تبعث إلى الملك الظالم، وتريحنا منه، فقال لهم: هنالك ما هو خير من ذلك، فقالوا له: أخبرنا، فقال لهم: لا تقوموا بقتله، وأنا سوف أذهب إليه، وأخبره بأنكم قد اخترتم رجلًا يكون أمر الحيرة بين يديه، وبأنه سوف يبقى ملكًا، ولكن ليس له في أمور الحيرة، فوافقوا على رأيه، فتوجه إلى الملك، وأخبره بما اتفق عليه مع أهل الحيرة، ففرح وقال له: إن لك علي فضل لا أنساه ما حييت.

وقام أهل الحيرة بتوليته أمر الحيرة، وأبقوا للمنذر اسم الملك، وفي خبر ذلك يقول عدي بن زيد:

نَحنُ كُنَّا قَد عَلمِتُم قَبلَكُم
عُمُدَ الَبيتِ وأَوتادَ الإِصارِ

نُحسِنُ الهِنءَ إذا استَهنَأتَنا
ودفِاعاً عَنكَ بالأََيدي الكِبارِ

وأَبُوكَ الَمرءُ لَم يُشنَا بِهِ
يَومَ سِمَ الخَسفَ مِنَّا ذُو الخَسارِ

وعِداتي شَمِتَت أَعجَبَهُمُ
أَنَّني غُيِّبتُ عَنهُم في أَسار

لاِمرِئٍ لَم يَبلُ مِنِّي سَقطَةً
إن أَصابَتهُ مُلِمَّاتُ العِثارِ

فَلئِن دَهري تَوَلَّى خَيرُهُ
وَجَرت بِالشَّرِّ لي مِنهُ الَجواري

لَبِمَا أَلهُو بِخَودٍ كاعِبٍ
تَمَلأُ العَينَ عَنِ الفُحشِ نَوارِ

رُبَّ دَهرٍ قَد تَمَتَّعتُ بها
وقَصَرت اليَومَ في بَيتِ عِذاري

نبذة عن عدي بن زيد

هو عدي بن زيد العبادي التميمي، شاعر نصراني من أهل الحيرة في العراق، وهو أحد دهاة العرب في العصر الجاهلي.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: