قصة قصيدة نهاركم مكابدة وصوم

اقرأ في هذا المقال


كان الخليفة عبد الملك بن مروان شاعرًا، وكان ينقد شعر كبار الشعراء في الدولة الأموية، واليوم نقص عليكم أخبارًا من أخبار نقده للشعراء.

من هو أيمن بن خريم؟

هو أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي، شاعر من شعراء العصر الأموي.

قصة قصيدة نهاركم مكابدة وصوم

أما عن مناسبة قصيدة “نهاركم مكابدة وصوم” فيروى بأن خلفاء بني أمية كانوا معروفين بقدرتهم العالية على النقد الأدبي، ومن أبرزهم علمًا بالأدب وقدرة على النقد هو الخليفة عبد الملك بن مروان، فقد كان الخليفة عبد الملك شاعرًا وخطيبًا متمكنًا، ومن الأمثلة على قدرته على النقد أنه في يوم من الأيام دخل إلى مجلسه الشاعر جرير، ومدحه بقصيدة قال فيها:

هذا اِبنُ عَمّي في دِمَشقَ خَليفَةً
لَو شِئتُ ساقَكُمُ إِلَيَّ قَطينا

وعندما سمع الخليفة ما قال من شعر، قال له: والله إنك لم تمدحني، ولكنك جعلت مني شرطيًا، والله لو أنك أردت لقلتها: لسقتهم إليه قطينًا.

ومن الأمثلة أيضًا على قدرته على النقد أنه في يوم من الأيام كان عبد الله بن قيس الرقيات في مجلسه، فقال له الخليفة: ويحك، والله إنك لم تتق الله عندما قلت لابن جعفر:

تزورُ امرأً قد يعلم اللهُ أنه
تَجودُ له كفُّ قليلٌ غِرارُها

ومن ثم أكمل قائلًا: لو أنك قلت: لو يعلم الناس خيرًا لك مما قلت، فقال له عبد الله: والله إن الله قد علمه، وأنا قد علمته، وأنت قد علمته، والناس قد علموه، ومن ذلك أيضًا أنه كان يقول للشعراء: يا أهل الشعر، تشبهوني يومًا بالأسد الأبخر، ومرة تشبهوني بالبازي، ومرة تشبهوني بالجبل الوعر، ومرة تشبهوني بالبحر الأجاج، ألا قلتم كما قال أيمن بن خريم في بني هاشم:

نَهارُكُمُ مُكَابَدَةٌ وَصَوْمٌ
وَلَيْلُكُمُ صلاَةٌ وَاقْتِرَاءُ

يمدح الشاعر بني هاشم ويقول بأنهم يمضون نهارهم في الصيام، ويمضون ليلهم في الصلاة وقراءة القرآن.

وَلِيتُمْ بِالْقُرآنِ وَبِالتَّزَكِّي
فَأسْرَعَ فِيكُمُ ذَاكَ البَلاَءُ

بكَى نجْدٌ غَداة غَد عَليْكمْ
وَمكَّةُ وَالمَدِينَةُ وَالجوَاءُ

وَحقَّ لِكُلّ أرْض فارَقُوهَا
عَلَيْكْمْ لاَ أَباً لَكُمْ البُكَاءُ

أأجْعَلُكُمْ وَأَقْوَاماً سَوَاءً
وَبَيْنَكُمُ وَبَيْنَهُمُ الهَوَاءُ

وَهم أرْض لأرْجُلِكُمْ وَأَنْتُمْ
لأرْؤُسِهِمْ وَأَعْيُنِهِمْ سَمَاءُ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان العديد من الشعراء يترددون إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، وينشدون أمامه القصائد، وكان له القدرة على نقد قصائدهم، ومنهم جرير وعبد الله بن قيس الرقيات.


شارك المقالة: