نروي لكم اليوم شيئًا من سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وتنقله بين مختلف البلدان طلبًا للعلم.
قصة قصيدة وإني لمشتاق إلى أرض غزة
أما عن مناسبة قصيدة “وإني لمشتاق إلى أرض غزة” فيروى بأن الإمام محمد بن إدريس الشافعي كان قد ولد في مدينة غزة في فلسطين، ومن ثم انتقلت به أمه إلى مكة المكرمة، وكان عمره وقتها عامان فقط، وبدأ في مكة بتعلم القرآن الكريم، وحفظه وهو ابن سبع سنين، كما وقام بحفظ موطأ الإمام مالك وهو ابن عشر، ومن ثم أخذ يطلب العلم فيها حتى أصبح أحد المفتين فيها وهو تحت العشرين عامًا، ومن ثم خرج من مكة المكرمة، وانتقل إلى المدينة المنورة، وطلب العلم فيها على يد الإمام مالك بن أنس، ومن ثم خرج منها وسافر إلى اليمن، وعمل هنالك، ومن ثم سافر إلى بغداد، وطلب العلم فيها، وتلقى العلم من القاضي محمد الشيباني، ودرس المذهب الحنفي، فجمع بين مذهبين.
ومن ثم عاد إلى مكة المكرمة وأقام هنالك تسعة أعوام، وكان له حلقة علم في الحرم المكي، ومن ثم سافر إلى بغداد، وهنالك ألف كتابه الرسالة، ومن ثم انتقل إلى مصر وأعاد تصنيف كتابه الرسالة، ونشر هنالك مذهبه الجديد، وأقام فيها حتى توفي في عام مائتان وأربعة للهجرة، وخلال كل ذلك لم ينسى غزة، وكان كثيرًا ما يذكرها، ومن ذلك أبياتًا من الشعر أنشدها في شوقه لها قال فيها:
وَإِنِِّـي لَمُشْتَاقٌ إِلَى أَرْضِ غَـزَّةٍ
وَإِنْ خَانَنِـي بَعـدَ التَّفَـرُّقِ كِتْمَـاني
يقول الإمام الشافعي بأنه مشتاق إلى مدينة غزة التي ولد فيها، وخانه بعد أن خرج منها كتمان حبه لها.
سَقَى اللَّـهُ أَرْضَاً لَـوْ ظَفِـرْتُ بِتُربِهَـا
كَحَلْتُ بِـهِ مِنْ شِـدَّةِ الشَّوْقِ أَجْفَـانِي