هنالك العديد من الناس الذين يشعرون بأنهم سوف يموتون عما قريب، ومن هؤلاء الخليفة هارون الرشيد الذي رأى في منامه بأنه سوف يموت، واليوم نقص عليكم قصة وفاته.
من هو عبد الرحمن بن حسان؟
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي. شاعر من شعراء العصر الأموي، من أهل المدينة المنورة.
قصة قصيدة وإني من قوم كرام يزيدهم
أما عن مناسبة قصيدة “وإني من قوم كرام يزيدهم” فيروى بأن الخليفة هارون الرشيد بينما كان في الكوفة رأى في يوم من الأيام في المنام رؤيا، واستيقظ من النوم وهو جزع، ودخل عليه رجل من رجاله يقال له جبريل بن بختيشوع، ورآه جزعًا، فقال له: ما بك يا أمير المؤمنين؟، فقال له الخليفة: رأيت في المنام يدًا فيها تربة حمراء، وقد خرجت هذه اليد من تحت سريري، وسمعت أحدهم يقول: هذه تربة الرشيد، فطمأنه جبريل، وقال له: هذه أضغاث أحلام يا مولاي، وا هي إلا من حديث نفسك، فنسي أمير المؤمنين أمر هذه الرؤيا.
وبعد ذلك بأيام سار الخليفة صوب خراسان، وبينما هو في الطريق إلى هنالكمر بمدينة يقال لها طوس، وبينما هو فيها مرض، وعندها تذكر الرؤيا التي رآها في منامه، فاستدعى جبريل، وقال له: ويحك يا جبريل، ألا تتذكر ما أخبرتك به من خبر رؤياي؟، فقال له جبريل: بلى يا مولاي، ومن ثم قام الخليفة باستدعاء خادمه مسرور، وأمره أن يحضر له شيئًا من تربة المكان الذي يقيم فيه، فخرج مسرور، واتاه بالتربة، وإذ هي تربة حمراء، وعندما رأى الخليفة التربة في يده، قال: والله إن هذه اليد التي رأيتها في منامي، والتربة التي كانت فيها هي هذه التربة.
ولم تمض عليه ثلاثة أيام بعد ذلك حتى توفي، وفي هذه الثلاثة أيام مرض مرضًا شديدًا، وأمر بحفر قبره في البيت الذي كان يقيم به، وأخذ ينظر إلى قبره ويقول: يا ابن آدم، تصير إلى هذا، وعندما جاءته سكرات الموت، كان جالسًا ويضع على نفسه ملائة، فقال له أحد الحاضرين: لو أنك اضطجعت لكان أهون عليك، فضحك الخليفة، وقال له: أولم تسمع قول عبد الرحمن بن حسان عندما قال:
.
وإني من قوم كرام يزيدهم
شماساً وصبراً شدة الحدثان
يفخر الشاعر بنفسه ويقول بأنه من قوم كرام، لا تزدهم النوائب والحوادث سوى قوة وصبرًا.
الخلاصة من قصة القصيدة: رأى هارون الرشيد في المنام رؤيا أفزعته، وفي هذه الرؤيا رأى تربته، وبعد أيام من ذلك مرض، وعلم بأنه مفارق، فأمر بحفر قبره، وتوفي بعد ذلك بقليل.
