قصة قصيدة والجمادات أفصحت بالذي أخرس

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر الحجر والشجر في مكة المكرمة وسلامه على رسول الله صل الله عليه وسلم قبل أن يصبح نبيًا.

من هو البوصيري؟

هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، شاعر ولد في الجزائر، اشتهر بقصيدة البردة.

قصة قصيدة والجمادات أفصحت بالذي أخرس

أما عن مناسبة قصيدة “والجمادات أفصحت بالذي أخرس” فيروى بان رسول الله صل الله عليه وسلم قد قال: “إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبلَ أن أبعث، إني لأعرفه الآن”، ويروى بأن هذا الحجر الذي أشار إليه الرسول في هذا الحديث هو الحجر الأسود، وقيل بأنه حجر غيره، وبأنه هو الحجر الموجود في زقاق الحجر في مكة المكرمة، ويقال بأنه الحجر الذي اتكأ عليه الرسول صل الله عليه وسلم بمرفقه، وهو في زقاق الرفق في مكة، ويقال بأنه الحجر الذي يحوي أثر أصابع الرسول صل الله عليه وسلم.

ويروى بان الرسول صل الله عليه وسلم كان إذا أراد الخروج لحاجة الإنسان ابتعد عن مكة حتى أصبح لا يرى أثر البناء، وكان يوجه إلى الشعاب وبطون الأودية، وكان بينما هو في طريقه إلى هنالك لا يمر بحجر ولا شجر إلا وقال الحجر والشجر: السلام عليك يا رسول الله، فكان الرسول يلتفت يمينًا ويسارًا وإلى خلفه فلا يرى أحدًا، وفي خبر ذلك أنشد الشاعر قائلًا:

لم يبق من حجر صلب ولا شجر
إلا وسلم بل هناه ما وهبا

وإلى ذلك يشير أيضا الإمام البوصيري بقوله:

والجماداتُ أفصحت بالذي أُخرِسَ
عنه لأَحمدَ الفُصحاءُ

يقول الإمام البوصيري في هذا البيت بأن الجمادات التي لا روح فيها قد شهدت لرسول الله صل الله عليه وسلم بالرسالة، وذلك ما لم ينطق به أهل الفصاحة والبلاغة من كفار قريش.

ويْحَ قومٍ جَفَوا نَبِيَّاً بأرضٍ
أَلِفَتْهُ ضِبَابُها والظِّبَاءُ

وَسَلَوْهُ وَحَنَّ جِذعٌ إِليه
وَقَلَوْهُ وَوَدَّهٌ الغُرَباءُ

أخرَجوه منها وآوَاهُ غارٌ
وَحَمَتْهُ حَمامَةٌ وَرقاءُ

وَكَفَتْهُ بِنَسْجِها عنكبوتٌ
ما كَفَتْهُ الحمامةُ الحَصْداءُ

وَاختفى منهمُ على قُرْبٍ مَرْآهُ
ومن شِدَّةِ الظهورِ الخَفَاءُ

وَنَحا المصطفى المدينةَ وَاشتاقتْ
إليه من مكةَ الأَنحاءُ

وَتغنّتْ بِمَدْحِهِ الْجِنُّ حتَّى
أطرَبَ الإِنسَ منه ذاك الغِناءُ

وَاقتفى إثْرَهُ سُراقَةُ فاستَهْوَتهُ
في الأَرْضِ صافنٌ جَرْداءُ

ثم ناداهُ بعدَما سِيمَتِ الخَسفَ
العُلا وَقَد يُنْجِدُ الغريقَ النِّداءُ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان هنالك حجر في مكة يسلم على الرسول قبل النبوة، وقد اختلف العلماء في موقع هذا الحجر، فمنهم من قال بأنه الحجر الأسود، ومنهم من قال بأنه غيره، وكان الرسول إذا خرج لقضاء حاجة الإنسان ابتعد عن مكة، فكان كلما مر بحجر أو شجر سلم عليه ذلك الحجر والشجر.

المصدر: كتاب "السيرة الحلبية" تأليف علي بن برهان الدين الحلبي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "ديوان البوصيري" تقديم وشرح الدكتور صلاح الدين الهواري


شارك المقالة: