نروي لكم اليوم شيئًا من تاريخ مدينة باجة، كما ونروي لكم أبرز معالمها.
من هو المروزي؟
شاعر لم يرد ذكر شيء عنه في التاريخ سوى اسمه، وذلك لقلة أخباره وشعره.
قصة قصيدة وبعدها باجة أيضا أفسدا
أما عن مناسبة قصيدة “وبعدها باجة أيضا أفسدا” فيروى بأن مدينة باجة في تونس، والتي يقال لها باجة إفريقية سميت بهذا الاسم بسبب كثرة الحنطة فيها، فكان أهلها يشترون كل أربعمائة رطل من الحنطة بدرهم واحد من الفضة، وهي مدينة كثيرة الأنهار، وتقع على جبل يقال له عين شمس، تنتشر في كافة أنحائها عيون الماء العذب، ومن تلك العيون عينًا تقع تحت تحت سورها يقال لها عين شمس، وللمدينة عند هذه العين باب، ولها أبواب أخرى، وحصن هذه المدينة أزلي بني من الصخر الجليل، يقال بأنه من عهد عيسى عليه السلام، وتحتوي المدينة على العديد من الحمامات التي تستمد مياهها من عيون الماء فيها.
وهي كثيرة الأمطار قلما نصح هواؤها، يمر من خلالها نهر حوله بساتين عظيمة، ويرد إليها في كل يوم عدد كبير من الدواب والإبل لنقل الطعام والمؤنة منها، فلا يزيد منها ولا ينقص، وقد امتحن أهلها في أيام مخلد بن يزيد الذي عاث بها فسادًا فقام بالقتل والسبي والحريق، فأنشد المروزي في خبر ذلك قائلًا:
وبعدها باجة أيضا أفسدا
وأهلها أجلى ومنها شردا
وهدم الأسوار والمعمورا
والدور قد فتش والقصورا
يهجي الشاعر مخلد بن يزيد ويقول بأنه قد عاث فسادًا في مدينة باجة، وقام بهدم أسوارها وبنيانها، وفتش بيوتها وقصورها.
واستمر الناس في التنافس على ولاية هذه المدينة، ومن الذين تناوبوا عليها بني علي بن حميد الوزير، فكان أحدهم إن عزل عن ولايتها لم يزل يسعى ويتقرب ويتلطف حتى يعاد إليها، فسألوهم في يوم من الأيام: لم تحبون ولايتها؟، فأجابهم لثلاثة أسباب: فقمحها كثير والسفرجل فيها لذيذ، وعنبها كبير، وينسب إلى هذه المدينة عبد الله بن محمد الباجي الأندلسي، وأصله منها،
الخلاصة من قصة القصيدة: تعتبر مدينة باجة واحدة من أجمل مدن تونس، وفي هذه المدينة تنتشر عيون الماء العذب، وفيها الحمامات التي تستمد مياهها من هذه العيون، وفيها نهر على جوانبه بساتين عظيمة.