قصة قصيدة وبينا تراه في سرور وغبطة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وبينا تراه في سرور وغبطة

أمّا عن مناسبة قصيدة “وبينا تراه في سرور وغبطة” فيروى بأن عبد الواحد بن زيد جلس في يوم من الأيام في مجلس فلم يتكلم طويلًا، فقال له الحاضرون: ألا تعلمنا شيئًا يا أبا عبيدة، ألا تدلنا إلى خدمة الله؟، فأخذ عبد الواحد يبكي بكاءً شديدًا، ومن ثم قال: إنما السرور والخير أمامكم، فماذا تنتظرون؟ وإلى متى تؤجلون؟، استعدوا للرحيل، وأعدوا لسلوك السبيل، فكاني بأمر جلل قد نزل بكم، فساقكم إلى الكرامة والسرور، ودلكم على مقاطعة النيران، مع طول النداء بالويل والثبور، فعجلوا إليه رحمكم الله، ومن ثم وقع على الأرض مغشيًا عليه، وتفرق الناس من حوله.

وكان عبد الواحد كثيرًا ما يقول: من عمل بما علم، فتح الله له علم ما لا يعلم، والحزن نوعان: الحزن على ما مضى من المعاصي وذلك يجعل صاحبه مرتاحًا، والحزن إذا أصبح المرء في الراحة حزن إشفاق، وكان يقول: لا أظن بأن شيئًا من الأعمال أفضل من الصبر سوى الرضا، فليس لي علم بدرجة أفضل من الرضا، والرضا رأس المحبة.

وفي يوم من الأيام سأل عبد الواحد الله عز وجل أن يريه رفيقه في الجنة، واستمر على هذه الحال ثلاث أيام، وفي اليوم الثالث رأى في منامه أن أحدهم يقول له: إن رفيقتك في الجنة ميمونة السوداء، فقال له: وأين هي؟، فقال له: في الكوفة في آل فلان، فخرج إلى الكوفة، وسأل عنها، فدلوه عليها، واخبروه بأنها ترعى غنمًا في أطراف الكوفة، وقالوا له بأنها مجنونة،’ فخرج إليها، ووجدها تصلي، فانتظرها حتى أكملت صلاتها، واقترب منها، وعرفها بنفسه، فقالت له: ليس الموعد هاهنا، إنما الموعد في الجنة.

وفي يوم من الأيام وقف عبد الواحد على قبر وأخذ ينشد قائلًا:

وبينا تراه في سرور وغبطة
إذا هاتف من هاجس الموت قد هتف

فتلقاه مكروبا كثيرا غمومه
أخا أسفٍ لو كان ينفعه الأسف

فيا عجبا ممن يسر بدهره
وقد بصر الأنباء فيه وقد عرف

نبذة عن عبد الواحد بن زيد

هو أبو عبيدة عبد الواحد بن زيد البصري، وهو خطيب من البصرة وأحد تلامذة الحسن البصري.


شارك المقالة: