يعتبر الصحابي عثمان بن عفان واحدًا من أكرم المسلمين على مر العصور، وله العديد من المواقف التي توافق ذلك، وعلى حاله كان أبناءه وأبناء أبناءه، ومنهم محمد بن عبد الله العثماني.
من هو أبو وجزة السعدي؟
هو يزيد بن عبيد بن وهيب بن خالد بن عامر بن عمير بن ملان السعدي المدني، من سكان المدينة المنورة، وشاعر من شعراء العصر الأموي.
قصة قصيدة وجدنا المحض الأبيض من قريش
أما عن مناسبة قصيدة “وجدنا المحض الأبيض من قريش” فيروى بأن محمد بن عبد الله عمرو بن عثمان بن عفان كان معروفًا بالديباج، وذلك لأنه كان حسن الوجه، وأمه عي فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكان محدثًا ورعًا، وروى الحديث عن أبيه وعن أمه، وعن العديد غبرهم من أمثال خارجة بن زيد، وطاوس، وأبي الزناد، والزهري، ونافع.
وهو أخو عبد الله بن الحسن من أمه، وكان قد زوج ابنته التي تدعى رقية من ابن أخيه إبراهيم بن عبد الله، وهي من أحسن نساء زمانها، وبسببها قام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بقتله.
وحدث عنه العديد من المحدثين، وقد اعتبره كل من النسائي وابن حيان ثقة من أهل العدل، وقد اشتهر بكونه جوادًا كريمًا، أكثر الناس من مدحه، ومنهم الشاعر أبي وجزة السعدي الذي مدحه بقصيدة قال فيها:
وَجَدنا المَحضَ الأبيضَ مِن قُرَيشٍ
فَتىً بَينَ الخَليفَةِ وَالرَسولِ
يمدح الشاعر في هذا البيت محمد بن عبد الله ويقول عنه بأنه كاللبن الأبيض من قريش، وهو يعود في نسبه إلى الرسول صل الله عليه وسلم من جهة أمه، وإلى الخليفة عثمان بن عفان من جهة أبيه.
أَتاكَ المَجدُ مِن هَنّا وَهَنّا
وَكُنتَ لَهُ بِمُعتَلجِ السُيولِ
فَما لِلمَجدِ دونَكَ مِن مَبيتٍ
وَما لِلمَجدِ دونَكَ مِن مَقيلِ
فَدى لَكَ مَن يَصُدُّ الحَقُّ عَنهُ
وَمَن يُرضي أَخاهُ بِالقَليلِ
فَلَولا أَنتَ ما رَحَلت رِكابي
مُؤَثَّلَةً وَلا حَمِدَت رَحيلي
الخلاصة من قصة القصيدة: كان محمد بن عبد الله العثماني من أهل الثقة، وفيه جمعت جميع الخصال الحسنة، وكان كريمًا جوادًا، كثر دحه بين أهل زمانه.
