قصة قصيدة وجربت الأمور وجربتني

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر كثير عزة حينما دخل على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان في يوم، وازدراه الخليفة، واستنقص منه، فرد عليه بأبيات من الشعر.

من هو كثير عزة؟

هو كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، شاعر من شعراء العصر الأموي، ولد في المدينة المنورة.

قصة قصيدة وجربت الأمور وجربتني

أما عن مناسبة قصيدة “وجربت الأمور وجربتني” فيروى بأن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان بعث في يوم من الأيام في طلب كثير عزة، وعندما وصل رجل الخليفة إلى كثير، وأخبره بأن الخليفة يريده، خرج من فوره، وتوجه إلى قصر الخليفة، ودخله، ووقف على باب مجلسه، واستأذن للدخول عليه، فأذن الخليفة له بالدخول، وعندما دخل كثير عزة، ووقف بين يدي الخليفة، قال له الخليفة: لأن تسمع بالمعيدي أفضل من أن تراه “وهو مثل كان يضرب فيمن كان خبره وصيته وسمعته خير من هيئته ومرآه”، فقال له كثير عزة: ولكن يا أمير المؤمنين ما المرء إلا بأصغريه لسانه وقلبه، فإن نطق نطق ببيان، وإن قاتل قاتل بجنان، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

وجـربت الأمور وجربتني
فـقد أبدت عريكتي الأمورُ

وما تخفى الرجال عليّ إني
بـهم لأخـو مـثابته خبيرُ

ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفـي أثـوابه أسد هصورُ

يفخر كثير عزة في نفسه بهه الأبيات، ويلوم الخليفة على ما قاله له، فيقول للخليفة بأنه جربه، وبأنه يعلم حنكته وشجاعته، ويقول له تراني نحيفًا فتستنقص مني، وفي داخلي أنا كالأسد في شجاعته.

ويـعجبك الـطرير إذا تراه
فيخلف ظنك الرجل الطريرُ

بـغاث الطير أطولها رقاباً
ولم تطل البزاة ولا الصقورُ

خشاش الطير أكثرها فراخاً
وأم الـصقر مـقلات نزورُ

ضعاف الأسد أكثرها زئيراً
وأصـرمها اللواتي لا تزيرُ

وقـد عظم البعير بغير لب
فـلم يـستغن بالعظم البعيرُ

يـقوّده الـصبي بكل أرض
وينحره على الترب الصغيرُ

فـما عظم الرجال لهم بزين
ولـكن زيـنهم كـرم وخيرُ

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل كثير عزة في يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، فاستنقص منه الخليفة وقال له: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فرد عليه كثير عزة بأن الرجل بلسانه وقلبه، ومن ثم أنشده أبياتًا من الشعر.


شارك المقالة: