نبذة عن بشر الأسدي:
هو بشر بن أبي خازم يعد شاعرًا من شعراء العصر الجاهلي ولد في القرن السادس.
قصة قصيدة وجنَّبتها قرَّان إنَّ لأهلها:
أمّا عن مناسبة قصيدة “وجنّبتها قرَّان إنَّ لأهلها” فيروى بأنّ بشر وهو رجل من أسد كان إذا أراد أن يذهب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يمر من طريق، وفي يوم رأته فتاة تدعى هند، فأحبته وأخذت تنتظره كل يوم فتعترضه، وأصبحت أيضًا تبعث له بالأشعار، وعندما رأى بشر ما عندها من إصرار على أن يلتقيها، غير طريقه، ولم يعد يسلك تلك الطريق التي تلقاه فيها، فمرضت هند، وأراد زوجها أن يأتي لها بالأطباء لكي يتمكنوا من علاجها، ولكنّها رفضت ذلك، وقالت له: أنا أعرف ما بي من علّة، وبقيت مريضة.
وفي يوم علمت هند الطريق التي بدأ بشر يسلكها، فذهبت إلى زوجها وأخبرته بأنها رأت في المنام بأنّها إن سكنت في بيت على تلك الطريق فإنها سوف تشفى، فرحل زوجها إلى بيت على تلك الطريق، فأصبحت تنظر إلى بشر وهو يسلك الطريق كل يوم حتى ذهب المرض الذي بها، وفي يوم أخبرت هند امرأة كبيرة بأمرها، فوعدتها بأن تقوم بجمعها معه، وفي يوم وقفت العجوز تنتظر بشر حتى مرّ، وطلبت منه أن يقرأ لها كتابًا، وبينما هو يقرأ أخبرته بأنّه مسحور، وأخبرته بأنّ عليه أن يأتيها في يوم لكي تشفيه ممّا فيه من سحر.
وفي يوم خرج زوج هند من المدينة، فبعثت الامرأة إلى بشر تخبره بأنّ عليه القدوم إليها لكي تعالجه، فأتى إليها، وعندما دخل أغلقت الباب، وعندها عاد زوجها، فوجده أمامه، فطلقها، وأمسك ببشر وذهب به إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، وشكاه إليه، فقال بشر: يا رسول الله، والله والذي بعثك بالحق إنّي لم أكفر من بعد أن أسلمت، وأخبره بالقصة، فأدّب العجوز.
ولكن بعد ذلك وقع بشر بحب هند، ولكنّها امتنعت عنه، فقال في ذلك:
وَجَنَّبتُها قَرّانَ إِنَّ لِأَهلِها
عَلَيَّ هَدِيّاً أَو أَموتَ فَأُقبَرا
لَعَمرُكَ ما يَطلُبنَ مِن أَهلِ نِعمَةٍ
وَلَكِنَّما يَطلُبنَ قَيساً وَيَشكُرا
تَراءَوا لَنا بَينَ النَخيلِ بِعارِضٍ
كَرُكنِ أَبانٍ مَطلِعَ الشَمسِ أَخضَرا
فَصُعنا وَلَم نَجبُن وَلَكِن تَقاصَرَت
بِإِخوانِنا عُندُ الجُدودِ تَقَصُّرا
ومات من بعدها، فأتت هند إلى قبره، وأخذت تبكي حتى ماتت، فدفنوها بجانب قبره.