قصة قصيدة وركب دعتهم نحو يثرب نية

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من الشعراء الذين مدحوا الرسول عندما دخلوا الإسلام، واليوم نقص عليكم قصة إحدى هؤلاء الشعراء وهو إبراهيم بن سهل الأندلسي.

من هو إبراهيم بن سهل الأندلسي؟

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي، شاعر من شعراء العصر الأندلسي، ولد في مدينة إشبيلية، وإليها ينسب.

قصة قصيدة وركب دعتهم نحو يثرب نية

أما عن مناسبة قصيدة “وركب دعتهم نحو يثرب نية” فيروى بأن إبراهيم بن سهل الأندلسي كان قبل أن يسلم يهوديًا، وكان قبل أن يسلم قد مدح الرسول صل الله عليه وسلم بقصيدة، قال فيها:

وَرَكبٍ دَعَتهُم نَحوَ يَثرِبَ نِيَّةٌ
فَما وَجَدَت إِلاّ مُطيعاً وَسامِعا

يقول الشاعر بأن النية في لدخول الإسلام ولم يكن بيده حليةٌ إلا أن يلبي هذه الدعوة.

يُسابِقُ وَخدَ العيسِ ماءُ شُؤونِهِم
فَيُفنونَ بِالشَوقِ المَدى وَالمَدامِعا

إِذا اِنعَطَفوا أَو رَجَّعوا الذِكرَ خِلتَهُم
غُصوناً لِدناً أَو حَماماً سَواجِعا

تُضيءُ مِنَ التَقوى حَنايا صُدورِهِم
وَقَد لَبِسوا اللَيلَ البَهيمَ مَدارِعا

تَلاقى عَلى وادي اليَقينِ قُلوبُهُم
خَوافِقَ يُذكِرنَ القَطا وَالمَشارِعا

قُلوبٌ عَرَفنَ الحَقَّ فَهيَ قَدِ اِنطَوَت
عَلَيها جُنوبٌ ما عَرَفنَ المَضاجِعا

تَكادُ مُناجاةُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
تَنِمُّ بِها مِسكاً عَلى الشَمِّ ذائِعا

تَخالُهُمُ النَبتَ الهَشيمَ تَغَيُّراً
وَقَد فَتَقوا رَوضاً مِنَ الذِكرِ يانِعا

سَقى دَمعُهُم غَرسَ الأَسى في ثَرى الجَوى
فَأَنبَتَ أَزهارَ الشُجونِ الفَواقِعا

فَذاقوا لُبانَ الصِدقِ مَحضاً لِعِزِّهِم
وَحَرَّمَ تَفريطي عَلَيَّ المَراضِعا

ومما يثبت إسلامه بيتين من الشعر قال فيهما:

تَسَلَّيتُ عَن موسى بِحُبِّ مُحَمَّدٍ
هُديتُ وَلَولا اللَهُ ما كُنتُ أَهتَدي

وَما عَن قِلىً قَد كانَ ذاكَ وَإِنَّما
شَريعَةُ موسى عُطِّلَت بِمُحَمَّدِ

ومن بعد أن دخل الإسلام أصبح يخالط المسلمين ويقرأ معهم، ويروى بأنه عندما كان صبيًا، قام أحد الشعراء المقربين من ملك الأندلس محمد المتوكل على الله بن هود يقال له هيثم قد نظم قصيدة مدحه فيها، وقد كانت أعلام الملك سوداء لأنه بايع الخليفة العباسي في مدينة بغداد، وبينما كان الشاعر ينشد قصيدته في أحد المجالس، وكان إبراهيم بن سهل حاضرًا، قام إبراهيم بإيقافه، وقال له: لو أنك تضيف هذا البيت بين بيت كذا وبيت كذا، وأنشد قائلًا:

أَعلامُهُ السودُ إِعلامٌ بِسُؤدُدِهِ
كَأَنَّها فَوقَ خَدِّ المَلِكِ خيلانُ

فسأله الهيثم إن كان قد روى هذا البيت من قبل أم نظمه في ساعتها، فرد عليه بأنه قد نظمه في ساعتها، فقال هيثم: إن عاش هذا الصبي فسوف يصبح أشعر أهل الأندلس.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان إبراهيم بن السهل الأندلسي قبل أن يدخل الإسلام يهوديًا، وقبل أن يدخل الإسلام مدح الرسول بقصيدة، وعندما كان غلامًا أضاف بيتًا على قصيدة لشاعر من خواص ملك الأندلس.


شارك المقالة: