لقيس بن الملوح الكثير من القصص والحكايات في حب ليلى، واليوم نقص عليكم قصة له مع نوفل بن المساحيق، حينما حاول أن يعالجه مما فيه.
من هو قيس ين الملوح؟
هو قيس بن الملوح، شاعر من شعراء العصر الأموي، عاش في عهد كل من مروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، من المتيمين، من أهل نجد.
قصة قصيدة وشغلت عن فهم الحديث سوى
أما عن مناسبة قصيدة “وشغلت عن فهم الحديث سوى” فيروى بأن رجلًا يقال له نوفل بن مساحق قد ولي على صدقات كعب بن ربيعة، وفي يوم من الأيام نزل نوفل على حي من أحياء بني ربيعة، وبينما هو في ذلك الحي رأى قيس بن الملوح المجنون، وكان وقتها يلعب في التراب، فاقترب منه، وأخذ يتحدث إليه، ولكنه كلما سأله عن شيء أجابه بخلاف ما سأله عنه، وكان يستمع لهما رجل من أهل الحي، فاقترب منهما، وأخبر نوفل بأنه إن أراد أن يجيبه المجنون، فعليه أن يذكر له ليلي، فعاد نوفل إلى المجنون، وقال له: هل تحب ليلى؟، فقال له: نعم، فقال له نوفل: أخبرني بخبرك معها، فأخذ قيس ينشد شعرًا له فيها، قائلًا:
وَشَغِلتُ عَن فَهمِ الحَديثِ سِوى
ما كانَ مِنكَ وَحُبُّكُم شُغلي
يقول قيس في هذا البيت بأنه لا يفهم الحديث إلا إن كان من ليلى، ويقول بأن حبها قد شغله عن غيرها.
وَأُديمَ نَحوَ مُحَدِّثي لِيَرى
أَن قَد فَهِمتُ وَعِندَكُم عَقلي
ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:
سَرَت في سَوادِ القَلبِ حَتّى إِذا اِنتَهى
بِها السَيرُ وَاِرتادَت حِمى القَلبِ حَلَّتِ
فَلِلعَينِ تَهمالٌ إِذا القَلبُ مَلَّها
وَلِلقَلبِ وِسواسٌ إِذا العَينُ مَلَّتِ
وَوَاللَهِ ما في القَلبِ شَيءٌ مِنَ الهَوى
لِأُخرى سِواها أَكثَرَت أَم أَقَلَّتِ
ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:
ذَكَرتُ عَشِيَّةَ الصَدَفَينِ لَيلى
وَكُلَّ الدَهرِ ذِكراها جَديدُ
إِذا حالَ الغُرابُ الجَونُ دوني
فَمُنقَلَبي إِلى لَيلى بَعيدُ
عَلَيَّ أَلِيَّةٌ إِن كُنتُ أَدري
أَيَنقُصُ حُبُّ لَيلى أَم يَزيدُ
لَها في طَرفِها لَحَظاتُ حَتفٍ
تُميتُ بِها وَتُحيِي مَن تُريدُ
وَإِن غَضِبَت رَأَيتَ الناسَ هَلكى
وَإِن رَضِيَت فَأَرواحٌ تَعودُ
فَقُلنَ لَقَد بَكَيتَ فَقُلتُ كَلّا
وَهَل يَبكي مِنَ الطَرَبِ الجَليدُ
وَلَكِن قَد أَصابَ سَوادَ عَيني
عُوَيدُ قَذىً لَهُ طَرفٌ حَديدُ
فَقُلنَ فَما لِدَمعِهِما سَواءٌ
أَكِلتا مُقلَتَيكَ أَصابَ عودُ
وعندما سمع نوفل منه كل ذلك، أخذه إلى بيت، وأدخله إليه، وقيده، وقال لأهله: سوف أعالجه، ولكن قيس أكل اللحم عن يديه، حتى تمكن من فك القيد، ومن ثم هرب من ذلك البيت، وخرج إلى البرية، واختبأ منهم، وبقي هنالك حتى مات.
الخلاصة من قصة القصيدة: رأى نوفل بن مساحق في يوم قيس المجنون، وجلس معه، وسمع منه شعرًا في ليلى، وقرر أن يعالجه، وقيده في بيت، ولكن قيس أكل اللحم عن يده، وتمكن من الهروب.