قصة قصيدة وعلى أن أقود الخيل شعثا
أمّا عن مناسبة قصيدة “وعلى أن أقود الخيل شعثا” فيروى بأن ثابت قطنة وهو ثابت بن كعب بن جابر العتكي الأزدي أبو العلاء، كان من أشراف العرب في العصر المرواني، وبالإضافة لكونه شريفًا من أشراف العرب، فقد اشتهر بشجاعته، وكان دائمًا ما يشارك في حروب الترك، وفي خبر حروب الترك التي اشترك فيها أنشد قصيدة قال فيها:
فَدَت نَفسي فَوارِسَ مِن تَميمٍ
غَداةَ الرَوعِ في ضَنِّكِ المَقامِ
فَدَت نَفسي فَوارِساً اِكتَفوني
عَلى الأَعداءِ في رَهَجِ القِتامِ
بِقُصرِ الباهِلِيَّ وَفدٌ رَأَوني
أُحامي حَيثُ ظَنَّ بِهِ المُحامي
بِسَيفي بَعدَ حَطمِ الرُمحِ قَدماً
أَذودُهُم بِذي شَطبٍ حُسامِ
أَكُرُّ عَلَيهِم اليَحمومَ كَرّاً
كَكَرِّ الشُربِ آنِيَةَ المُدامِ
أَكُرُّ بِهِ لَدى الغَمَراتِ حَتّى
تَجَلَّت لا يَضيقَ بِهِ مَقامي
فَلَولا اللَهَ لَيسَ لَهُ شَريكُ
وَضَربي قَوسَ المُلكِ الهُمامِ
إِذَن لَسَعَت نِساءَ بَنّي دَثارٍ
أَمامَ التُركِ بادِيَةَ الخِدامِ
فَمَن مِثلُ المُسَيَّبِ في تَميمٍ
أَبي بَشَرٍ كَقادِمَةَ الحِمامِ
كما أنشد قصيدة قال فيها:
وَعَلى أَن أَقودَ الخَيلَ شُعثا
شَوازِبَ ضُمِّراً نقصُ الإِكاما
فَأَصبَحَهُنَّ حَميَرَ مِن قَريبٍ
وَعَكّاً أَو أَرُع بِهِما جَذاما
وَنَسقي مَذحَجاً وَالحَي كَلباً
مِنَ الذَيِّفانِ أَنفاساً قَواما
عَشائِرَنا الَّتي تَبغي عَلَينا
تُجَرِّبُنا زَكا عاماً بِعاما
وَلَولاهُم وَما جَلَبوا عَلَينا
لَأَصبَحَ وَسطُنا مَلِكاً هُماما
وفي يوم من الأيام، وفي واحدة من هذه الحروب أصيب ثابت في عينه من خلال سهم من سهام العدو، ومن بعد هذه الحادثة بدأ ثابت يضع القطن على عينه لكي يخفي الضربة التي أصابته بها، فبدأ الناس يلقبونه بقطنة نسبة إلى تلك القطنة التي يضعها على عينه،
وفي يوم من الأيام قرر أشرس بن عبد الله أن يغزو بلاد سمرقند وبلاد ما وراء النهرين، وجهز جيشًا كبيرًا لذلك، وخرج وكان معه ثابت بن كعب، وعندما وصلوا قام أشرس بتوجيه ثابت نحو منطقة يقال لها آمل، لكي يقاتل الأتراك هنالك، فخرج هو ومجموعة من الجنود، وقاتلوهم وتمكنوا من الانتصار عليهم، وعاد إلى أشرس وهو منتصر، وبقي يقاتل الأتراك هنالك حتى قتل في عام مائة وعشرة للهجرة.
نبذة عن ثابت قطنة
هو أبو العلاء ثابت بن كعب بن جابر العتكي الأزدي، شاعر من شعراء العصر المرواني، اشتهر بشجاعته.