قصة قصيدة وعلى عدوك يا ابن عم محمد
أمّا عن مناسبة قصيدة “وعلى عدوك يا ابن عم محمد” فيروى بأن ابن خالويه كان يحسد أبا الطيب المتنبي، وكان حريصًا في جميع أوقاته على التنقيص منه، والازدراء به، وكان كثيرًا ما ينم عليه، وكان هدفه من كل ذلك أن ينزل من مكانته التي حظي بها عند المير سيف الدولة الحمداني، وكان كرهه له وحسده له قد ازداد عندما رأى الكبرياء التي تظهر على أبي الطيب، وحصوله على جوائز سيف الدولة الحمداني، واعتزازه بنفسه، وتفوقه في الشعر، فأصبح كثيرًا ما يهاجمه، ويتحرش به، ولكن المتنبي كان يرفض أن يخوض ويتورط معه، تكبرًا وزهدًا، وليس خوفًا منه.
وفي يوم من الأيام حضر دعي أبو الطيب المتنبي إلى مجلس وزير سيف الدولة الحمداني، وهو أبو علي الحسن بن نصر البازيار، فخرج من بيته، وتوجه إلى مجلسه، وعندما دخل إلى المجلس وجد عنده ابن خالويه، وبعد أن جلس المتنبي أخذ يتمارى مع ابن خالويه في أشجع السلمي وأبي نواس وابن الرومي، ومن منهما أحسن شعرًا، فقال ابن خالويه، إن أشجع أحسن شعرًا، حيث قال في هارون الرشيد:
وعلى عـدوّك يا ابن عــمّ محمـد
رصـدان ضوء الصبح والإظلام
فـــــإذا تنبّــه رعتــــه وإذا غفـــــــا
سلَّـــت عليه سيوفك الأحلام
فقال المتنبي: لابن الرومي ما هو أحسن من هذا، قوله في آل برمك:
لـم يظلـم الدهر إذ تـــوالــت
فيهـــم مصيباته دراكا
كـــانوا يجيــرون مـن يعــــــادي
منـــه فعاداهم لذاكــا
ثم قال المتنبي: أبو نواس أشهر في الدنيا من الدنيا:
قــــل للذي قــــــاس به غيـــــره
أقســـت يسراك إلى اليمنى
فـــــابـك علــى عقلك مــن نقصــه
بكــــــاء قيس من هوى لبنى
نبذة عن أشجع السلمي
أشجع بن عمرو السلمي، ولد في اليمامة في شبه الجزيرة العربية، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي، وعندما توفي والده، أخته أمه معها إلى مدينة البصرة في العراق، حيث نشأ هنالك من دون أن يعترف أحد بنسبه، ولكنه عندما أصبح شاعرًا مرموقًا نسبته قبيلة قيس إلى نفسها.
انتقل إلى مدينة بغداد وقام بمدح عدد من الخلفاء العباسيين كأبي جعفر المنصور.