قصة قصيدة وكائن ترى من ذات بث وعولة
أمّا عن مناسبة قصيدة “وكائن ترى من ذات بث وعولة” فيروى بأن عبد الرحمن بن سهيل بن عمرو في يوم من الأيام تزوج من ابنة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكانت زوجته واحدة من أجمل نساء قريش، وكان يحبها حبًا شديدًا، ويهيم في هواها، وفي يوم من الأيام مرض عبد الرحمن مرضًا شديدًا، وهو المرض الذي أودى بحياته، فكان قبل أن يموت يطيل النظر في زوجته وهي جالسة فوق رأسه، فقالت له زوجته: إنك تنظر إلي كما ينظر صاحب الحاجة، فأخبرني ما هي حاجتك؟، فقال لها: نعم والله، إن لي حاجة لو لبيتها لي لهونتي علي ما أنا فيه، فقالت له زوجته: وما هي هذه الحاجة، فقال لها: إني أخاف أن تتزوجي من بعدي، فقالت له: وما الذي يرضيك من ذلك؟، فقال لها: أن تعاهديني على أن لا تتزوجي من بعدي، فعاهدته زوجته أن لا تتزوج أحدًا بعد أن يموت، فمات وهو مرتاح.
وبعد أن توفي زوجها، وانتهت عدتها، بعث إليها أمير المدينة وهو عمر بن عبد العزيز، يريد أن يتزوج منها، فبعثت إليه: والله إني ما أراك إلا ثد سمعت بالعهد الذي عاهدت زوجي عليه قبل أن يموت، فبعث لها بأنه قد سمع به، وبأن لها مكان كل عبد وجارية، عبدان وجاريتان، لكي تدفع كفارة أيمانها، فوافقت على الزواج منه، وتزوج منها، وفي يوم كان رجلًا كبيرًا في العمر يمشي في المدينة، فرآها وهي جالسة مع زوجها، فأنشد قائلًا:
تبدلت بعد الخيزران جريدة
وبعد ثياب الخز أحلام نائم
فقال له عمر بن عبد العزيز: ويحك، أبهذا شبهتني! فقالت زوجته ليس كما قال، ولكن كما قال أرطاة بن سهية:
وكائن ترى من ذات بث وعولة
بكت شجوها بعد الحنين المرجعِ
فكانت كذات البو لما تعطفت
على قطع من شلوه المتمزعِ
متى لا تجده تنصرف لطياتها
من الأرض أو تعمد لألف فتربعِ
عن الدهر فاصفح انه غير معتب
وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع
نبذة عن أرطأة بن سهية
هو أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك الغطفاني المري، يكنى بأبي الوليد، وهو من شعراء وفرسان العصر الجاهلي.