اشتهرت الجواري في العصر العباسي بقوتهن وسطوتهن في الدولة العباسية، ومن أشهر هؤلاء الجواري الجارية خيزران، وهي أم هارون الرشيد، وهذه قصة وفاتها.
من هو ابن نويرة؟
هو متمم بن نويرة، شاعر من شعراء العصر الإسلامي، وواحد من أشراف وفرسان قومه، وصحابي من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم.
قصة قصيدة وكنا كندماني جذيمة برهة
أما عن مناسبة قصيدة “وكنا كندماني جذيمة برهة” فيروى بأن الخيزران حينما عرضت على الخليفة المهدي أعجبته، ولكنه رأى في ساقيها دقة، فنظر إليها، وقال لها: يا جارية، إنك شديدة الجمال، ولا يوجد من لا يتمناك، لولا دقة ساقيك فقالت له: يا أمير المؤمنين، إنك في أشد الحاجة لهما، فاستحسن الخليفة جوابها، وقام بشرائها، وأصبحت من أكثر الجواري قربًا منه، وكان يحبها حبًا شديدًا، فقد حجت في يوم من الأيام فاشتاق إليها الخليفة، وبعث إليها يطلب منها أن تستعجل في العودة، وبعث على الاستعجال في العودة.
وقد أنجبت له الهادي والرشيد، وقامت بشراء البيت المشهور في مكة المكرمة، وهو معروف بدار الخيزران، وقد توفيت في عام مائة وثلاثة وسبعون للهجرة، وعندما خرجت جنازتها خرج وراءها ابنها هارون الرشيد وهو يحمل سريرها، وهو يمشي في الطين، وعندما وصلت الجنازة إلى المقبرة، أحضروا للرشيد ماءً فغسل قدميه، ولبس خفًا، وقام للصلاة عليها، وأنزلها إلى لحدها، وبعد أن دفن أمه أنشد الخليفة أبياتًا من الشعر لابن نويرة قائلًا:
وكنا كندماني جذيمة برهة
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وعشنا بخير ما حيينا وقبلنا
أباد المنايا قوم كسرى وتبعا
يشعر الشاعر بالحزن على من فقدها، ويقول بأن كان يأمل أن حياته معها كانت كبرهة من الزمن، وأنه كان يعيش معها بخير، ولكن الموت أخذها منه.
فلما تفرقنا كأني ومالكا
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
تراه كنصل السيف يهتز للندى
إذا لم يجد عند امرئ السوء مطمعا
وما كان وقافا إذا الخيل أحجمت
ولا طالبا من خشية الموت مفزعا
ولا بكهام سيفه عن عدوه
إذا هو لاقى حاسرا أو مقنعا
وإني متى ما أدع باسمك لم تجب
وكنت حريا أن تجيب وتسمعا
وما شارف حنت حنينا ورجعت
أنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا
بأوجد مني يوم قام بمالك
مناد فصيح بالفراق فأسمعا
تحيته مني وإن كان نائيا
وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا
سقى الله أرضا حلها قبر مالك
ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
الخلاصة من قصة القصيدة: كانت الخيزران من أشهر الجواري في العصر العباسي، وعندما توفيت خرج ابنها هارون الرشيد في جنازتها، ودفنها، وبعد أن أتم دفنها أنشد أبياتًا من الشعر.