قصة قصيدة ولا تنس قربان الأمير شفاعة
أمّا عن مناسبة قصيدة “ولا تنس قربان الأمير شفاعة” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان عروة بن الزبير بن العوام جالس في مجلس مع ربيعة بن عباد، وقد كان الرجلان يقصون على بعضهما البعض بعضًا ممّا حدث معهما فيما مضى، فقال ربيعة بن عباد لعروة بن الزبير: في يوم قام عثمان بن عفان رضي الله عنه ببعثنا في غزوة، فتوجهنا إلى حيث أمرنا، وقمنا بغزو أهل تلك المنطقة، وعندما انتهينا، وبينما نحن عائدون، مررنا على معاوية بن أبي سفيان، ودخلنا إلى مجلسه، وجلسنا معه، وكان قد بلغه من أمرنا في تلك الغزوة شيء لم يعجبه، فعاتبنا به، فأخذنا نعتذر منه، ونكذب بعض ما وصله من أخبار عنا، وكان يوافق على بعض ما نخبره به، ويعاتبنا على بعضه، ولكن وبعد أن انتهينا من الاعتذار منه، لم يكن معاوية قد رضي عنا بالكامل.
ومن ثم أكمل ربيعة بن عباد قائلًا: ومن ثم وقف رجل من الرجال الذين كانوا معنا في تلك الغزوة، وقال لمعاوية: أصلح الله أمير المؤمنين، فانظر يا مولاي في أمرنا، فإن رأيت بأننا قد ظلمنا فاغفر لنا ذلك، وإن رأيت بأننا قد اقترفنا الذنب الذي سمعت به فاعف عنا، فقال له الخليفة: حسنًا، هو كذلك، فقال له الرجل: يا مولاي، إن كنت لم أذنب فلا تكن أنت من يظلمني، وإن كنت قد أذنبت، فكلني إلى نفسي، وأنا سوف أتوب عن ذنبي، ومن ثم أخذ الرجل يمشي بين القوم، وهو ينظر إلى وجوههم، ومن ثم التفت إلى الخليفة، ومن ثم أنشد قائلًا:
ولا تنس قربان الأمير شفاعةً
لكلِّ امرئ فيما أفادَ نصيبُ
ومن ثم أكمل ربيعة بن عباد قائلًا: فقبل الخليفة معاوية بن أبي سفيان منا اعتذارنا منه، وصنع إلينا معروفًا، فخرجنا من مجلسه ونحن نشكره ونحمده، واتجهنا عائدين إلى قومنا.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الرجاء من الخليفة أن يغفر له الذنب الذي اقترفه، وترجي الشفاعة منه كون كل رجل عما فعل مسؤول.