قصة قصيدة ولما رأيت الشرب أكدت سماؤهم

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر يحيى بن غزال:

هو يحيى بن الحكم البكري الجياني، شاعر أندلسي من أسرة عربية أصيلة، ولد عام مائة وخمسة وستون للهجرة، في بلدة جيان في الأندلس، وانتقل إلى قرطبه، وعاش فيها معظم حياته.

قصة قصيدة ولمّا رأيت الشرب أكدَت سماؤهم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ولما رأيت الشرب أكدَت سماؤهم” فيروى بأنّ يحيى بن غزال كان قد أكثر من هجاء علي بن نافع وزاد فيه، ووصل خبر ذلك إلى عبد الرحمن الأوسط، فأمر بأن يتم نفيه، وبذلك تم نفيه، فغادر الأندلس وتوجه إلى العراق ودخل إليها، وكان ذلك بعد أن توفي الشاعر أبو نواس بفترة قصيرة، وهنالك وجد الناس يتغنون بشعر أبي نواس، ولا يساوون شعر أحد من الشعراء بشعره.

وفي يوم من الأيام جلس يحيى بن غزال مع جماعة من أهل العراق، فأخذوا يتكلمون بالسوء عن أهل الأندلس، ويستنقصوا من أشعارهم، ولكنه لم يكترث لذلك وتركهم يتحدثون كما يريدون، حتى أتى أحدهم على ذكر أبي نواس، فقال له ولمن كان جالسًا: أمنكم من يحفظ قول أبي النواس:

ولما رأيت الشرب أكدت سماؤهم
تأبطت زقي واحتبست عنائي

فلما أتيت الحان ناديت ربه
فثاب خفيف الروح نحو ندائي

قليل هجوع العين إلا تعلة
على وجل مني ومن نظرائي

فقلت أذقنيها فلما أذاقها
طرحت عليه ريطتي وردائي

وقلت أعرني بذلة أستتر بها
بذلت له فيها طلاق نسائي

فوالله ما برت يميني ولا وفت
له غير أني ضامن بوفائي

فأبت إلى صحبي ولم أك آئبا
فكل يفديني وحق فدائي

وعندما سمع الحاضرون الشعر، وأبدوا إعجابهم الشديد به، قال لهم يحيى بن غزال: على رسلكم، فإنّ هذا الشعر لي، وليس لأبي نواس، ولكنّهم لم يصدقوه، فأنشد قائلًا:

تداركت في شرب النبيذ خطائي
وفارقت فيه شيمتي وحيائي

لقد طال في رسم الديار بكائي
وقد طال تردادي بها وعنائي

فلما بدا لي اليأس عديت ناقتي
عن الدار واستولى علي عزائي

الى بيت حان لا تهر كلابه
علي ولا ينكرن طول ثوائي

فإن تكن الصهباء أودت بتالدي
فلم توقني أكرومتي وحيائي

فما رمته حتى أتى دون ما حوت
يميني حتى ريطتي وحذائي

وعندما أكمل قصيدته خجلوا من أنفسهم وغادروا المجلس.

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: