قصة قصيدة ولما رأيت القوم لا ود عندهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ولما رأيت القوم لا ود عندهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “ولما رأيت القوم لا ود عندهم” فيروى بأن قريشًا عندما رأوا ما أصبح عليه رسول الله صل الله عليه وسلم من قوة، أجمعوا على قتله، فطلبوا من عمه أبي طالب أن يجعل بينهم وبينه سبيلًا، ولكنّه رفض، وطلب نصرة أقاربه من بني هشام، فاجتمعوا جميعًا المؤمنين منهم والكافرين على أن ينصروه، ووصل خبر ذلك إلى قريش، فأجمعوا على أن لا يتعاملوا مع بني هاشم، ولا يدخلوا إلى بيوتهم، حتى يقوموا بتسليم رسول الله إليهم، لكي يقوموا بقتله، وكتبوا بذلك صحيفة تضمنت أن لا يقبل أحد منهم الصلح مع بني هاشم وأن لا يرأفوا بهم، حتى يقوموا بتسليم رسول الله لهم.

فتوجه بنوا هاشم إلى شعبهم في مكة ومكثوا فيها، وبقوا فيها ما يزيد عن الثلاث سنين، واشتدت عليهم الحياة، ولم يكونوا قادرين على الشراء من أسواق مكة المكرمة، وكانوا إن أراد أحد التجار من خارج مكة الدخول إلى مكة استقبلوه، واستروا ما معه، لكي لا يستطيع بنو هاشم شراء أي شيء منه، حتى كان أهل قريش يسمعون صوت نساء بني هاشم يصرخن من شدة الجوع، وقسا أهل قريش على كل من كان يدخل الإسلام، وكانوا يمسكون المسلمين، ويوثقوهم، وكان أبو طالب إذا أراد النبي صل الله عليه وسلم أن ينام يضعه في فراشه، حتى يرى ذلك من يريد أن يقتله، وإذا نام الناس، أخرجه من الفراش، ووضع مكانه أحدًا من أبنائه، أو إخوانه، وفي خبر ذلك أنشد أبو طالب قائلًا:

وَلَمّا رَأَيتُ القَومَ لا وُدَّ عِندَهُم
وَقَد قَطَعوا كُلَّ العُرى وَالوَسائِلِ

وَقَد صارَحونا بِالعَداوَةِ وَالأَذى
وَقَد طاوَعُوا أَمرَ العَدوِّ المُزايِلِ

وَقَد حالَفوا قَوماً عَلَينا أَظِنَّةً
يَعضّونَ غَيظاً خَلفَنا بِالأَنامِلِ

صَبَرتُ لَهُم نَفسي بِسَمراءَ سَمحَةٍ
وَأَبيَضَ عَضبٍ مِن تُراثِ المقاوِلِ

وَأَحضَرتُ عِندَ البَيتِ رَهطي وَإِخوَتي
وَأَمسَكتُ مِن أَثوابِهِ بِالوَصائِلِ

قِياماً مَعاً مُستَقبِلينَ رِتاجَهُ
لَدَى حَيثُ يَقضي نُسكَهُ كُلُّ نافِلِ

وَحَيثُ يُنيخُ الأَشعَرونَ ركابَهُم
بِمُفضى السُيولِ مِن إِسافٍ وَنائِلِ

مُوَسَّمَة الأَعضادِ أَو قَصَراتِها
مُخَيَّسَةٌ بَينَ السديسِ وَبازِلِ

تَرى الوَدعَ فيها وَالرُخامَ وَزينَةً
بِأَعناقِها مَعقودَةً كَالعَثاكِلِ

أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن كُلِّ طاعِنٍ
عَلَينا بِسوءٍ أَو مُلِحٍّ بِباطِلِ

نبذة عن أبي طالب

أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشي، عم الرسول صل الله عليه وسلم.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديدكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: