قصة قصيدة وما علي أن تكون جارية

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وما علي أن تكون جارية:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وما علي أن تكون جارية” فيروى بأنه في يوم من الأيام تزوج رجل من الأعراب باثنتين، وكانتا الاثنتان عليمتان بالشعر، وبعد أن تزوج منهما بفترة، حملت كل واحدة منهما، فأنجبت له الأولى غلامًا، وأنجبت له الثانية بنتًا، وكانت التي أنجبت الغلام تمسك بابنها كل يوم وترقصه أمام أعين أم البنت، وكانت بينما هي تفعل ذلك، تنشد بصوت عالٍ، لكي تغيض أم البنت، قائلة:

الحمد لله الحميد العالي
أكرمني وربي وأعلى حالي

ولم ألد بنتا كجلد بالي
لا تدفع الضيم عن العيال

فغضبت الزوجة الثانية من ذلك غضبًا شديدًا، وذهبت إلى زوجها، وبدأت تشكو له ما تفعل أم الغلام بها، فقال لها زوجها بأن ترد عليها شعرها بشعر، فقامت إلى غرفتها وجلست مع نفسها، وقامت بنظم أبياتًا من الشعر تغيض بها أم الغلام، وخرجت من غرفتها وبدأت ترقص ابنتها أمام أعين الزوجة الأولى، وهي تنشد قائلة:

وما علي أن تكون جارية
تغسل رأسي وتراعي حاليه

وترفع الساقط من خماريه
حتى إذا ما أصبحت كالغانية

زوجتها مروان أو معاوية
أصهار صدق ومهور عالية

فاشتهرت الأبيات التي قالتها، وأخذ الناس يرددونها، وعندا كبرت البنت، وفي يوم من الأيام، وبينا كان مروان بن الحكم في مجلسه، أنشد أحد الشعراء الأبيات التي أنشدتها الأم، فسأله عن خبر هذه الأبيات، وعن صاحبها، فأخبره بخبرها، فقال مروان بن الحكم: والله إني لسوف أكرم البنت وأكرم أمها، ولا يجب أن يخيب الظن الذي ظنته بنا، فبعث إلى أمها يخطبها منها، وبعث لها بمهر مقداره مائة ألف درهم، وتزوج منها، وقبل أن يتزوحا، وصل خبر ذلك إلى الخليفة معاوية بن ابي سفيان، فقال: والله لو لم يكن مروان بن الحكم قد سبقني إليها، لتزوجتها وضاعفت لها مهرها، وأمر بأن يبعثوا لها مائتي ألف درهم هبة منه لها.

حالة الشاعرة:

كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت القصيدة الفرح بأن مولودتها فتاة، وبأنّ البنت سوف تساعدها في حياتها حتى تكبر، وبأنها حينما تكبر سوف يأتيها رجل صاحب مكانة عالية ويتزوج منها.


شارك المقالة: