قصة قصيدة يا برق أسفر عن قويق فطرتى

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم شيئًا من تاريخ مدينة حلب السورية، كما ونصف أهم معالم هذه المدينة الرائعة الجمال.

من هو البحتري؟

هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، شاعر من أشهر شعراء العصر العباسي، من أهل حلب.

قصة قصيدة يا برق أسفر عن قويق فطرتى

أما عن مناسبة قصيدة “يا برق أسفر عن قويق فطرتى” فيروى بأن مدينة حلب السورية سميت بحلب كون إبراهيم عليه السلام كان يسكن فيها، وكان عنده غنم كثيرة، فكان يحلبها ويسقي من لبنها الفقراء والمساكين، فكان الناس يجتمعون ويسألون: حلب إبراهيم؟، فسميت بحلب، وتعتبر مدينة حلب واحدة من أجمل المدن، فلا نظير لها في حسن مكانها، وإتقان الترتيب فيها، وفيها أسواق واسعة، منتظمة بعضها ببعض، ويغطي هذه الأسواق سقوف من خشب، فيبقى أهلها في ظل ممدود، وتحيط هذه الأسواق بالمسجد الجامع فيها الذي بني في العصر العباسي، ويعد واحدًا من أجمل المساجد، في داخله بركة ماء، وبلاطه عظيم الاتساع، منبره متقن الصنع مرصع بالعاج وخشب الآبنوس.

وبجانب المسجد هنالك مدرسة تضاهيه في حسن موقعها وإتقان صنعتها، وفي حلب سوى هذه المدرسة ثلاث مدارس، وخارج المدينة هنالك مزارع على مد النظر، وهنالك البساتين على شاطئ نهر العاصي، وقد وصفها الشعراء في قصائدهم، ومن هؤلاء الشعراء البحتري الذي أنشد فيها قائلًا:

يا بَرقُ أَسفِر عَن قُوَيقِ فَطُرَّتى
حَلَبٍ فَأَعلى القَصرِ مِن بِطياسِ

يصف الشاعر مدينة حلب ويقول للبرق أن يضيء نهر قويق الذي يقطع مدينة حلب، واصلًا إلى القصر الواقع في بطياس.

عَن مَنبِتِ الوَردِ المُعَصفَرِ صِبغُهُ
في كُلِّ ضاحِيَةٍ وَمَجنى الآسِ

أَرضٌ إِذا اِستَوحَشتُ ثُمَّ أَتَيتُها
حَشَدَت عَلَيَّ فَأَكثَرَت إيناسي

اليَومَ حَوَّلَني المَشيبُ إِلى النُهى
وَذَلَلتُ لِلعُذّالِ بَعدَ شِماسِ

وفيها أنشد الشاعر أبو بكر الصنوبري أبياتًا من الشعر قال فيها:

سقى حَلَبُ المزنِ مغنى حَلَبْ
فكم وصَلَتْ طرباً بالطَّرَبْ

وكم مستطابٍ من العيشِ لذَّ
بها لي إِذِ العيشُ لم يُسْتَطبْ

إِذا نشر الزهرُ أَعلامَه
بها ومطارفَهُ والعَذَب

غدا وحواشيه من فضّةٍ
تروقُ وأوساطُهُ من ذهب

زبرجده بين فيروزجٍ
عجيبٍ وبين عقيقٍ عَجَب

تلاعبهُ الريحُ صدرَ الضُّحى
فَيُجْلى إلينا جلاءَ اللعب

الخلاصة من قصة القصيدة: تعتبر مدينة حلب واحدة من أجمل المدن، سكنها إبراهيم الخليل، وكان يحلب غنمه ويسقي الفقراء، ولذلك سميت حلب، فيها أسواق جميلة، ومسجدها الجامع متقن الصنع، وبجانبه مدرسة متقنة الصنع هي الأخرى.

المصدر: كتاب "تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار" تأليف ابن بطوطةكتاب "معجم البلدان" تأليف الحموي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: