قصة قصيدة يا خير إخوان وأصحاب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا خير إخوان وأصحاب:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا خير إخوان وأصحاب” فيروى بأنه في يوم دخل يحيى بن مبارك اليزيدي إلى مجلس المأمون بن هارون الرشيد، وجلس معه، وبينما هما جالسان يتحدثان، شكا اليزيدي له حاله والدين الذي عليه، فقال له المأمون: والله إنه لا يوجد عندنا في هذه الأيام ما نعطيك إياه، حتى تدفع به ما عليك من دين، فقال له اليزيدي: بلى يا أمير المؤمنين، عندك جلسائك، وفيهم من إذا حركته نلت به ما أريد، فاجعل لي سبيل لكي أحتال عليهم، فقال له الخليفة: لك ما تريد، فقال له اليزيدي: إذا كانوا في مجلسك، وأتيت إلى بابك، فأمر أحد خدمك أن يوصل لك كتابًا مني، فإذا قرأتاها ارسله إلى وقل لي: بأنّ دخولي إليك في هذا الوقت متعذر، ولكن اختر من تريد من جلسائي نديم لك، فقال له المأمون: لك ذلك.

وفي يوم من الأيام وصل الخبر إلى اليزيدي بأن ندماء المأمون جالسون عنده في المجلس، فأسرع إلى القصر، ودخل إلى الخادم، وأعطاه كتاب ليدخله إلى المأمون، فأدخلها إليه، فقرأها الخليفة، فإذا بها:

يا خير إخوان وأصحاب
هذا الطفيلي على الباب

خبر أنَّ القوم في دعوة
يرنو إليها كلُّ أواب

فصيروني بعض جلاسكم
أو أخرجوا لي بعض أصحابي

فقرأها الخليفة على مسمع الجالسين، فقالوا له: لا ينبغي أن يدخل علينا الطفيلي. فأرسل إليه الخليفة: إنّ دخولك في هذا الوقت غير ممكن، فأختر لنفسك أحد ندمائي أخرجه إليك لتنادمه، فقال: والله إني لا أرى لنفسي إلا أن أختار عبد الله بن طاهر. فقال له الخليفة: لقد اختار فاخرج إليه! فقال: يا أمير المؤمنين، وهل أكون شريك الطفيلي؟، فقال له الخليفة: لا أستطيع أن أرد أبي محمد، فإن أحببت أن تخرج وإلا فافد نفسك، فقال: يا أمير المؤمنين، له عندي عشرة آلاف درهم، قال: لا أحسب أن ذلك يقنعه منك ومن مجالستك.

فبقي عبد الله بن طاهر يزيد عشرة والخليفة يقول له: إني لا أرضى له بذلك، حتى وصل إلى المائة ألف، قال: فلم يزل يزيده عشرة والمأمون يقول له: لا أرضى له بذلك، حتى بلغ المائة ألف، فقال له الخليفة: هي له إذًا، فكتب بها إلى اليزيدي وبعث معه رسولاً. فأرسل الخليفة إلى اليزيدي: تأخذ هذه في هذا الوقت أصلح لك من منادمته على مثل حاله وأنفع عاقبة.

نبذة عن يحيى اليزيدي:

هو أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي اليزيدي، ولد في عام مائة وثمانية وثلاثون للهجرة في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد وعاش هنالك، ثم انتقل إلى مكة المكرمة وعاش فيها أيضًا، من شعراءالعصر العباسي.


شارك المقالة: