قصة قصيدة يا روح كم من كريم قد نزلت به

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر عمران بن حطان مع الخليفة عبد الملك بن مروان وروح بن زنباع.

من هو عمران بن حطان؟

هو عمران بن حطان، شاعر من مخضرمي عصر صدر الإسلام والعصر الأموي، نشأ في مدينة البصرة في العراق.

قصة قصيدة يا روح كم من كريم قد نزلت به

أما عن مناسبة قصيدة “يا روح كم من كريم قد نزلت به” فيروى بأن عمران بن حطان قد أنشد في يوم من الأيام شعرًا في مقتل علي بن أبي طالب قائلًا:

يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا
إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانَا

إِنِّي لأَذْكُرُهُ حِيْناً فأحسبه
أو في البَرِيَّةِ عِنْدَ اللهِ مِيْزَانَا

أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُوْنُ الطِّيْرِ قَبْرُهُمُ
لَمْ يَخْلِطُوا دِيْنَهُم بَغْياً وَعُدْوَانَا

وعندما وصل شعره إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، فغضب غضبًا شديدًا، ونذر دمه، ووضع عليه العيون، فهرب واستجار بروح بن زنباع، فأجاره روح وأكرمه، واستضافه عنده، وبقي عنده عامًا كاملًا، وفي ليلة من الليالي سمر روح عند الخليفة عبد الملك، وأتى ذكر شعر عمران في ذلك المجلس، وعندما عاد روح إلى منزله ذكر لعمران ما جرى في ذلك المجلس، فأنشده عمران بقية قصيدته.

وعندما عاد روح إلى مجلس الخليفة قال له: يا مولاي في ضيافتي رجل لم أسمع خيرًا من حديثه، وقد أنشدني تلك القصيدة كاملة، فطلب منه الخليفة أن يصفه له، فوصفه له، فعرفه، وطلب من روح أن يعرض عليه أن يأتي معه إلى مجلسه، وعندما وصل الخبر إلى عمران، هرب إلى الحجاز، ومن ثم إلى عُمان، فاكرمه أهل عُمان، وأنشد في روح أبياتًا من الشعر قال فيها:

يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيْمٍ قَدْ نَزَلْتُ به
قد ظن مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ

حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ
مِنْ بَعْدِ مَا قِيْلَ عِمْرَانُ بنُ حِطَّانِ

قَدْ كنْتُ ضَيْفَكَ حَوْلاً مَا تُرَوِّعُنِي
فِيْهِ طَوَارِقُ مِنْ إِنْسٍ وَلاَ جَانِ

حَتَّى أَرَدْتَ بِيَ العُظْمَى فَأَوْحَشَنِي
مَا يُوْحِشُ النَّاسَ مِنْ خَوْفِ ابْنِ مَرْوَانِ

يعاتب الشاعر روح بن زنباع وذلك أنه نزل ضيفًا عنده، ولكن روح أخبر خبره لعبد الملك بن مروان على الرغم من أنه أجاره.

لَوْ كُنْتُ مُسْتَغْفِراً يَوْماً لِطَاغِيَةٍ
كُنْتَ المُقَدَّمَ فِي سِرٍّ وَإِعْلاَنِ

لَكِنْ أَبَتْ لِي آيَاتٌ مُفَصَّلَةٌ
عَقْدَ الوِلاَيَةِ فِي طه وَعِمْرَانِ

الخلاصة من قصة القصيدة: أنشد عمران بن حطان شعرًا في مصرع علي بن أبي طالب، وعندما وصلت هذه الأبيات إلى الخليفة عبد الملك بن مروان غضب وطلبه، فهرب، واستجار بروح بن زنباع، ولكن روح ذكره للخليفة، فهرب إلى الحجاز.


شارك المقالة: