قصة قصيدة يا محرقا بالنار وجه محبه

اقرأ في هذا المقال


ينتظر المحب نظرة من محبوبه إليه، أو كلمة يسمعها من فم من يحب، أو فرصة يجلس معه فيها، فيفرح بكل ذلك أكثر من أي شيء آخر، ومن ذلك ما حصل مع شاعرنا لهذا اليوم مجير الدين الخياط الدمشقي الذي كان يحب جارية، وفي ليلة من الليالي لقيها، ونقص عليكم خبر ما حصل معه في تلك الليلة.

من هو مجير الدين الخياط الدمشقي؟

هو أحمد بن حسن بن محمد مجير الدين الخياط الدمشقي، شاعر وأديب من شعراء مدينة دمشق في سوريا، كان شاعرًا يجيد الشعر، وماهر به، له العديد من القصائد التي يمدح بها الكبار والأعيان، كان من الشعراء أصحاب الظرافة، يحب الناس مجالسته.

قصة قصيدة يا محرقا بالنار وجه محبه

أما عن مناسبة قصيدة “يا محرقا بالنار وجه محبه” فيروى بأن مجير الدين الخياط الدمشقي كان يحب جارية من بنات الجند، وكان يهوى هذه الفتاة ويعشقها، ولكنها لم تكن تعيره أي انتباه، ورغم العديد من المحاولات من طرفه أن يتكلم معها، أو يجلس معها، إلا أن كل ما فعل قوبل من تلك الجارية بالرفض.

وفي ليلة من الليالي شرب مجير الدين حتى ذهب عقله، وبينما هو في طريق عودته إلى بيته وقع على الطريق، ولم يقو على الوقوف، وبينما هو على الأرض مرت من عنده تلك الجارية، فرأته على الأرض، وكان في يدها شمعة، فتوقفت بجانبه، وأمسكت بيديه، وأجلسته، ومسحت على وجهه بالماء، وبينما هي تمسح على وجهه سقط من يدها بعض الشمع على وجهه، فاستيقظ وفتح عينيه، وأخذ ينشد قائلًا:

يا محرقاً بالنار وجه محبِّه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه

يتحدث الشاعر في هذا البيت إلى محبوبته التي أوقعت على وجهه شمعًا، ويقول لها بأنها حتى ولو أنها أحرقت بالنار وجهه إلا أن دمعه الذي يذرفه شوقًا لها يستطيع أن يطفئه.

أحرق بها جسدي وكل جوارحي
وأحذر على قلبي فإنك فيه

فأخذت الفتاة تبتسم، وعاد إليه عقله عندما رآها مبتسمة فوق رأسه، فأخذ يتحدث إليها، وانقضت الساعات وهما يتكلمان سوية، ومن ثم انصرفت، وانصرف هو عائدًا إلى بيته.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان مجير الدين الخياط يحب فتاة، وفي ليلة شرب حتى ذهب عقله، وبينما هو في طريقه إلى بيته سقط على الأرض، ولم يقو على القيام، فأتت الجارية، وأمسكت به، وأخذت تسمح على وجهه، فسقط من يدها شمع على وجهه.


شارك المقالة: