قصة قصيدة يا منزلا لم تبل أطلاله
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا منزلا لم تبل أطلاله” فيروى بأن الخليفة العباسي المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد بن محمد بن عبد الله مرض في يوم من الأيام، وكان ذلك المرض هو المرض الذي مات بسببه، وكان المعتصم يسكن في بيت، قبل أن يصبح خليفة وينتقل إلى قصر الخلافة.
وفي يوم وبينما هو على فراشه، وهو لا يستطيع النهوض من شدة المرض، نادى على غلمانه، وعندما أتوه، أمرهم بأن يهيئوا له المركب، لكي يركب فيه في الغد في نهر دجله، فخرج الغلمان، وتوجهوا إلى المركب، وقاموا بتجهيزه للخليفة لكي يخرج فيه.
وفي اليوم التالي، خرجوا بالخليفة إلى المركب، وأدخلوه إليه، وبدأ المركب بالحركة في النهر، وبينما هم في النهر، مر المركب من أمام منزل الخليفة القديم، فالتفت الخليفة إلى المغني الذي معه، وقال له: غني لي قصيدة إبراهيم بن المهدي التي قال فيها:
يا منزلاً لم تبل أطلاله
حاشا لأطلالك أن تبلى
لم أبك أطلالك، لكنني
بكيت عيشي فيك إذ ولى
والعيش أولى ما بكاه الفتى
لا بد للمخزون أن يسلى
قد كان لي فيك هوى مرة
غيره الدهر وما ملا
وعندما بدأ المغني بغناء هذه القصيدة، أخذ الخليفة يبكي وينتحب، حتى عاد إلى القصر، وبينما هو في قصره، استمر في بكاءه، وفي اليوم التالي نادى على غلمانه، وأمرهم بأن ينقلوه إلى بيته القديم، فذهبوا إلى البيت وهيأوه للخليفة، وعادوا إلى الخليفة، ونقلوه إلى بيته القديم، وبقي في بيته يبكي وينتحب حتى مات.
نبذة عن إبراهيم بن المهدي
هو أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو أخو الخليفة العباسي هارون الرشيد، كان أسودًا كونه ابن جارية.
ولد إبراهيم بن المهدي في عام مائة وثلاثة وستون للهجرة في مدينة بغداد في العراق، وبعد أن توفي والده، ربته أمه، وعلمته الموسيقى والغناء، فأتقنها.
توفي إبراهيم بن المهدي أربعمائة وعشرون للهجرة في مدينة بغداد عن عمر يناهز الستون عامًا.