قصة قصيدة يا من يجيب العبد قبل سؤاله

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا من يجيب العبد قبل سؤاله

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا من يجيب العبد قبل سؤاله” فيروى بأنه في ليلة من الليالي كان الإمام مالك ين دينار يسير في طرقات مدينة البصرة، وبينما هو في مسيره، وجد أحد الرجال مستلقيًا على ظهره، وهو يقول الله الله، وعندما دقق النظر في هذا الرجل، لاحظ بأن هنالك بضع القطرات من الخمر تسيل من فمه، فتيقن الإمام من أن هذا الرجل سكران، وعندها قال الإمام في نفسه بأن عليه أن يقوم بتطهير شفتي هذا الرجل، حتى لا يخرج اسم الله تعالى من بين شفتين مدنستان بقطرات من الخمر النجس، فذهب وأحضر عبوة من الماء، وعاد إلى الرجل، وغسل له شفتيه من الخمر الذي عليهما، وعندما انتهى رفع بيديه إلى السماء، ودعا الله تعالى قائلًا: اللهم اهده إلى سراطك المستقيم، ومن ثم توجه عائدًا إلى بيته.

وعندما وصل إلى بيته، جلس في مجلسه، وبعد حين غلب عليه النعاس، فتوجه إلى غرفته، ونام، وبينما هو نائم، حلم بمنادي ينادي عليه ويقول له: يا مالك إنك قد قمت بتطهير فم هذا الرجل من أجلنا، فقمنا بتطهير قلبه من أجلك، ومن ذلك قول الإمام الشافعي رضي الله عنه:

يا من يجيب العبد قبل سؤاله
ويجود للعاصين بالغفران

وإذا أتاه الطالبون لعفوه
ستر القبيح وجاد بالإحسان

وقبل أن يؤذن الفجر استيقظ الإمام مالك بن دينار، وتوجه إلى المسجد لكي يصلي الفجر كما اعتاد، وعندما اقترب من مكان القبلة، وجد رجلًا يبكي بكاءً شديدًا،  وهو يدعي الله سبحانه وتعالى ويقول: يا رب إني واقف بين يدي جلالك، وعلى بابك ألوذ بجانبك فلا تطردني يا الله، هل قبلت توبتي فأفرح، أم لم تقبلها فأحزن؟، فاستعجب الإمام من حال هذا الرجل، واقترب منه، وقال له: من أنت يا أخي؟، فقال له الرجل: أنا من قمت بغسل فمي في البارحة، فقال له الإمام: وكيف حالك يا أخي؟، فقال له الرجل: إن من هداني قام بإخبارك عن حالي بينما كنت نائمًا.

نبذة عن الإمام الشافعي

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي.


شارك المقالة: