قصة قصيدة يا ويح صبيتي الذين تركتهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ويح صبيتي الذين تركتهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ويح صبيتي الذين تركتهم” فيروى بأن جماعة من قريش خرجوا في يوم من الأيام من الحجاز، وتوجهوا صوب دمشق، بغية الدخول إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وبينما هم في طريقهم إلى هنالك وصلوا إلى مكان يقال له أرض السمارة، ونزلوا هنالك لكي يستريحوا، وجلسوا بجانب ماء، وبينما هم جالسون أقبلت عليهم امرأة، ووقفت عندهم، وردت عليهم السلام، فردوا عليها سلامها، وقالت لهم: يا قوم، هل أطلب منكم معروفًا، فقالوا لها: طبعًا، فقالت: هنالك رجل يموت، فإن استطعتم فهل يمكنكم المجيء معي، لكي تشهدوا على ما يقول قبل أن يموت، وتطلبوا منه أن يوصي، وأن تلقنوه، فقام القوم معها، وتوجهوا إلى منطقة قريبة، ودخلوا إلى بيت، ووجدوا رجلًا يجود بنفسه، فجلسوا بجانبه، وكان بجانبه أبنائه، وكانوا صغارًا، لو غطي عليهم مكتلًا لغطاهم جميعًا، وكانوا ستة أو سبعة، وكانوا كأنهم ولدوا في يوم واحد، فأخذ القوم يتكلمون مع الرجل، وعندما سمع حديثهم فتح  عينيه، وأخذ يبكي، ومن ثم أخذ ينشد متمثلًا بقول الفرزدق، قائلًا:

يا وَيحَ صِبيَتي الَّذينَ تَرَكتُهُم
لا يُنضِجونَ مِنَ الهُزالِ كُراعا

قَد كانَ فِيَّ لَوَ اِنَّ دَهراً رَدَّني
لِبَنِيَّ حَتّى يَكبَروا لَمَتاعا

وعندما سمع القوم ما قال أخذوا يبكون، وبقوا جالسين بجانبه حتى مات، فقاموا وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، ومن ثم أكملوا مسيرهم صوب دمشق، وعندما وصلوا إلى دمشق توجهوا إلى قصر الخليفة، ووقفوا على بابه، واستأذنوا للدخول عليه، فأذن لهم، فدخلوا ووقفوا بين يديه، وأخبروه بخبر ذلك الرجل، فبعث الخليفة رجالًا من رجاله إلى بيت ذلك الرجل، وقاموا بإحضار أبنائه وعائلته، فقضى لهم وأحسن إليهم.

نبذة عن الفرزدق

هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر المجاشعي الدارمي الحنظلي التميمي، شاعر من شعراء العصر الأموي، وهو من النبلاء الأشراف ولد ونشأ في زمن الخلافة الراشدة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، توفي في البصرة في عام مائة وعشرة للهجرة.


شارك المقالة: