قصة قصيدة يقول أمير غادر جد غادر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يقول أمير غادر جد غادر

أمّا عن مناسبة قصيدة “يقول أمير غادر جد غادر” فيروى بأن عبيد الله بن الحر قد تزوج من فتاة يقال لها الدرداء، وكان قد زوجه إياها والدها، ومن بعد أن تزوج منها خرج إلى الشام، ولحق بمعاوية بن أبي سفيان، وبينما هو في الشام قام أخوها بتزويجها من رجل يقال له عكرمة بن خبيص، ودخل بها، وعندما وصل خبر ذلك إلى عبيد الله، توجه عائدًا إلى المدينة المنورة، ودخل إلى مجلس علي بن أبي طالب، وخاصم عكرمة إليه، وعندما دخل إلى علي، قال له علي: هل ظاهرت علينا عدونا، ولحقت بابن أبي سفيان، وفعلت، وفعلت؟، فقال له: نعم فعلت، ولكن أيمنع كل ذلك أن تعدل؟، فقال له علي: لا والله، فاقصص علي شكواك، فأخبره عبيد الله بخبره، فرد عليه زوجته.

وعندما وصل خبر ذلك إلى الدرداء، دخلت على علي بن أبي طالب، وقالت له: لقد قضيت بأن أرد إلى عبيد الله، فقال لها:. نعم، فقالت له: فمن أحق بمالي، أنا أم هو؟، فقال لها: أنت أحق بمالك، فقالت له: فاشهد أن ما كان لي على زوجي فهو له، وكانت الدرداء حامل، فوضعها في بيت أهلها حتى أنجبت، وعندما وضعت ابنها، بعث به إلى عكرمة، ودفع بها إلى عبيد الله.

وبعد أن قتل الحسين بن علي رضي الله عنه تفقد عبيد الله بن زياد أشراف أهل الكوفة، فلم يتمكن من العثور على عبيد الله بن الحر، فأخذ يبحث عنه حتى وجده بعد عدة أيام، فدخل عليه، وقال له: أين كنت يا عبيد الله؟، فقال له: لقد كنت مريضًا، فقال له: وهل مرضك في بدنك أم في قلبك؟، فقال له: أما قلبي فلم يصبه سقم، وإنما كان المرض في بدني، فقال له: والله إنك لكاذب، لقد كنت مع عدوي، فقال له: لو كنت مع عدوك لتمكنت من رؤيتي، وما مثل مكاني يخفى على الناس، ومن ثم خرج إلى كربلاء، ورأى هنالك من صرع من قومه، فاستغفر لهم، ومن ثم توجه إلى المدائن، ومن قوله في خبر ذلك:

يَقولُ أَميرٌ غادِرٌ جِدُّ غادِرٍ
أَلا كُنتَ قاتَلتَ الشَّهيدَ اِبنَ فاطِمَه

وَنَفسي عَلى خذلانِهِ وَاِعتِزالِهِ
وَبَيعَةِ هَذا الناكِثِ العَهد لائِمَه

فَوا نَدَمي أَلا أَكونَ نَصَرتُهُ
أَلا كُلُّ نَفسٍ لا تُسَدَّدُ نادِمَه

وَإِنّي لأَنّي لَم أَكُن مِن حُماتِهِ
لذو حسرَةٍ ما إِن تُفارِق لازِمَه

سَقى اللَّهُ أَرواحَ الَّذينَ تَأَزَّروا
عَلى نَصرِهِ سُقيا مِنَ الغَيثِ دائِمَه

وَقَفتُ عَلى أَجداثِهِم وَمَجالِهِم
فَكادَ الحَشا يَنقَضُّ وَالعَينُ ساجِمَه

لَعَمري لَقَد كانوا مَصاليتَ في الوَغى
سِراعاً إِلى الهَيجا حُماةً خَضارِمَه

تَآسَوا عَلى نَصرِ اِبنِ بِنتِ نَبِيِّهِم
بِأَسيافِهِم آسادَ غيلٍ ضَراغِمَه

فَإِن يُقتَلوا فَكُلُّ نَفسٍ تَقِيَّةٍ
عَلى الأَرضِ قَد أَضحَت لِذَلِكَ واجِمَه

وَما إِن رَأى الراؤونَ أَفضَلَ مِنهُم
لَدى المَوتِ ساداتٍ وَزهراً قماقِمَه

نبذة عن عبيد الله الجعفي

عبيد الله بن الحر بن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مذحج، شاعر فحل من شعراء العصر الأموي، وكان من أصحاب عثمان بن عفان.

المصدر: كتاب "خزانة الأدب" تأليف عبد القادر البغدادي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: