قصة قصيدة يقول التبع اليمني المسمى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يقول التبع اليمني المسمى:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يقول التبع اليمني المسمى” فيروى بأنّه كان في اليمن ملك شأنه عظيم، عنده جيوش وأبطال وفرسان، ويلقب بالتبع اليماني، وقد اشتهر التبع اليماني بأنّه لا يميز بين الحلال والحرام، ولا يصون عهده إن عاهد أحدهم، وقد كان التبع اليماني يحب النساء، وقد ذكر بأنه كان في كل يوم يتزوج من فتاة من بنات الملوك والأمراء، حيث كان الملوك يخافونه ويخشون غضبه، حيث كان عنده ألف ألف جندي، فقيل بأنّه إن هو غضب غضب معه ألف ألف سيف، وكانوا هؤلاء جاهزين لكي يقاتلوا، ويغيروا في أي لحظة يأمرهم ملكهم بذلك.

وقد كان له وزير يسمى نبهان، وقد كان نبهان دائم النصح له، وكان ينهاه عن الظلم والاعتداء على حقوق الغير، وفي يوم من الأيام كان الوزير جالسًا مع الملك في مجلسه، فقال له الملك: هل سمعت يا نبهان بملك يملك ملكًا كملكي، وعنده جيش كجيشي؟، فقال له الوزير: أعطني الأمان يا مولاي، وأنا أخبرك، فأعطاه الأمان، فقال له: اعلم يا مولاي بأنّه لا يوجد مثلك في هذه الديار، ولكن هنالك قوم يقال لهم بنو قيس، وسيدهم ربيعة، وهم خلف البحار، واشتهروا بحروبهم وغاراتهم العظيمة، فغضب الملك من كلامه، وقال له: ويحك أيها التيس، أتفضل علي بني قيس؟، إن كان الأمر هكذا، فلابد أن أغزوهم، وأقتل ملكهم، وأخرب ديارهم، ومن ثم أنشد قائلًا:

يقول التبع اليمَنِي المُسمَّى
بحسان فما للقول زورا

ملكتُ الأرض غصبًا واقتدارا
وصرتُ على ملوك الأرض سورا

وطاعتْني الممالك والقبائل
وفرسانُ المَعامعِ والنمورا

وقد أُخْبِرْت عن بطل عنيد
شديد البأس جبارًا جسورا

وقالوا: إنه يُدْعَى ربيعة
أمير قد حوى مدنًا ودورا

تولى الأرض في طول وعرض
فكم أخرب وكم شيَّد قصورا

فقصدي اليوم أغزوه بجيشي
وأترُك أرضه قفرًا وبورا

أسير بهم إلى تلك الأراضي
وأملك للقلاع والقصورا

ويَغنم عسكري منهم مكاسب
وأعطيهم بناتٍ كالبدورا

ويبقى الحكم لي برًّا وبحرًا
ويصفى خاطري بعد الكدورا

وعندما سمع نبهان كلامه، وفهم فحواه، ندم لأنّه كان سببًا في نشوب حرب جديدة، ولكن لم يكن منه إلّا أن قام بتجهيز الجيوش، كما أمره ملكه، ووقفت الجيوش بين يدي ملكها، تنتظر أمرًا منه بأن يتحركوا إلى بني قيس، وعندما رأى الملك جيشه انشرح صدره، وأنشد يقول:

صفا عيشي وقد طاب فؤادي
أتتني عساكر كالأسد

تسري ألوف راكبين على جياد
عليهم كل درع من حديد له زرد

كما عين الجراد وبهم كل جبار عنيد
يقال ألف ليث في الطرد

برؤيتهم فقد زاد انشراحي
وزال الهم عني بابتعادي

أسير بهم لذاك البر حالا
وأقتل كل من يطلب عنادي

وأرجع غانما في طيب عيش
ولا يبقى لتبع من يعادي

ألا يا عسكر قروا وطيبوا
على نيل المقاصد والمرادي

ومني أبشروا فيما تريدون
مهما تطلبوه بازديــــاد

وخرج بهم إلى بني قيس.

نبذة عن التبع اليماني:

هو ملك من ملوك اليمن، اسمه أسعد أبو كريب بن ملك يكرب اليماني، كان مشركًا، ولكنه أسلم، وكان يعبد الله على دين موسى عليه السلام، وتوفي قبل بعثة محمد صل الله عليه وسلم بما يقارب السبع مائة عام.

المصدر: كتاب "الزير سالم فارس العرب الأسطورة والتاريخ" تأليف أحمد فوزي الشاهينيكتاب "المهلهل سيد ربيعة" تأليف محمد فريد أبو حديدكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: