قصة قلعة الشمس أو (The Castle of the Sun) هي قصة خيالية من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم، كانت الحكايات الخيالية والحكايات الشعبية الفرنسية من أوائل القصص الشفوية التي تم جمعها وتدوينها للكاتب تشارلز بيرولت الذي كان يستخدم الحكايات كقصص أخلاقية للصغار والكبار.
الشخصيات:
- إيفون.
- الأخت.
- الأمير.
قصة قلعة الشمس:
كان هناك في يوم من الأيام فلاح لديه سبعة أطفال، ستة منهم أولاد والسابعة بنت، كانوا فقراء جدًا وكان عليهم جميعًا العمل بجد من أجل لقمة العيش، كان الابن الأصغر إيفون وأخته ألطف أبنائه، وتمّ تكليفهم بكل العمل الشاق للقيام به، وفي أحد الأيام عندما كانت إيفون تأخذ الماشية إلى المرعى واجهت شابًا وسيمًا، لدرجة أنّ قلبها البسيط كان مليئًا بالإعجاب به.
ولدهشتها خاطبها وتوسل لها بلطف للزواج منه وقال: غدًا سألتقي بك هنا في هذه الساعة وستعطيني إجابة على طلبي، كانت إيفون مضطربة وعادت إلى المنزل وأخبرت والديها بكل ما حدث، في البداية ضحكوا عليها احتقارًا ورفضوا تصديق قصتها عن الأمير الوسيم، لكن عندما اقتنعوا أخبروها أنّها حرة في الزواج من أي شخص تريده.
وفي اليوم التالي وصلت إيفون إلى المكان الذي كان ينتظرها فيه حبيبها، وكان أكثر تألقًا مما كان عليه سابقاً وبناءً على طلب إيفون رافقها إلى منزلها، وقام بالترتيبات مع أقربائها من أجل الزواج، ومرّ الوقت وفي اليوم المحدد جاء الغريب اللامع ليطالب بزوجته وبعدما انتهى الحفل اقتادها في عربة وكان على وشك المغادرة، عندما طلب أشقاؤها منه الكشف عن هويته لكي يذهبوا لزيارتها في ما بعد.
أجاب: أسكن شرقاً في قصر مبني من الكريستال وراء بحر الظلام وبهذا اختفى الزوج، ومرّ عام ولم يرى الأخوان أو يسمعان شيئًا عن أختهم، فقررا مطولاً البحث عنها، وعندما أراد أن يرافقهما إيفون طلبا منه البقاء في المنزل وقالا له: لن تكون ذا فائدة لنا وسافرا شرقاً حتّى وجدا أنفسهم مطولاً في قلب غابة كبيرة، ثمّ جاء الليل وفقدا الطريق واجتاح رؤوسهما ضجيج عظيم مثل صوت عاصفة تاركة إياهم يرتجفون ويصابون بالذعر.
ووصلا إلى امرأة عجوز تشعل حريقًا كبيرًا واستفسرا منها كيف يمكن أن يصلا إلى منزل زوج أختهم، قالت المرأة العجوز: لا أستطيع أن أقول، لكن ابني قد يكون قادرًا على توجيهك وللمرة الثانية سمعوا صوت ريح عظيمة تسرع فوق رؤوس الأشجار، فقالت المرأة العجوز: إنّه ابني يقترب وعندما وصل كان عملاقًا ضخمًا.
قال بصوت عالٍ: أشم رائحة البحارة، فقالت والدته بحدة: لا هؤلاء ليسوا بحارة، إنّهم متعبون بعد رحلة طويلة بالإضافة إلى أنهم أبناء عمومتنا هل ستأكل أبناء عمومتنا الجميلين؟ وفي ذلك الوقت أصبح العملاق ودودًا للغاية، وعندما علم بمهمتهم عرض عليهم أن يصطحبهم جزءًا من الطريق في اليوم التالي وفي الصباح التالي استعد العملاق للمغادرة، وأمر المرأة العجوز بوضع حطب جديد على النار.
ثمّ نشر قطعة قماش سوداء كبيرة وجعل الإخوة يقفون عليها، واندفع نحو النار وعندما ابتلعت ثيابه ارتفعت قطعة القماش السوداء في الهواء حاملة معها الإخوة، ثمّ هبطوا على سهل شاسع كان نصفه غنيًا وخصبًا، بينما كان النصف الآخر قاتمًا وجافًا كالصحراء وكان السهل مليئًا بالخيول ومن الغريب أن تلك الموجودة على الجانب الجاف كانت في حالة رائعة بينما كانت تلك الموجودة في الجزء الخصب نحيفة وبائسة.
ولم يكن لدى الأخوين أدنى فكرة عن الاتجاه الذي يجب أن يسلكانه، وبعد محاولة عبثية لركوب الخيول في السهل قررا العودة إلى ديارهم، وبعد العديد من التجوال عادوا إلى بيتهم مرة أخرى، وعندما علم إيفون بأن إخوته لم يحقّقا نجاحًا قرر أن يذهب بنفسه بحثًا عن أخته على الرغم من أن إخوته سخروا منه، ركب في اتجاه الشرق حتّى وصل مطولًا إلى الغابة حيث لا تزال المرأة العجوز بجانب النار.
ونظرًا لكونه قويًا وشجاعًا، وجّهته عبر طريق صعب وخطير كان عليه أن يسلكه إذا كان يرغب في رؤية أخته، كان الطريق يملأه ثعابين سامة ونمت الأشواك تحت الأقدام، وفي إحدى المرات اعترضت البحيرة طريقه وأخيرًا قاده ممر تحت الأرض إلى بلد أخته، كان كل شيء هناك من الكريستال يضيء بروعة الشمس نفسها وفي نهاية طريق لامع، ارتفعت قلعة مبنية بالكامل من الكريستال.
وتعكس قبابها وأبراجها التي لا حصر لها الضوء بألف لون، وبعد أن تمكن إيفون من الوصول إلى القلعة عبر الكهف، وتجول في غرفها العديدة الجميلة حتّى جاء في إحداها على أخته نائمة على أريكة حريرية، لم يجرؤ على إيقاظها بل اختبأ وراء ستارة وراقبها في صمت ومع مرور الوقت تعجب من أنها لم تستيقظ، وفي المساء، دخل الشاب الوسيم زوجها إلى الغرفة وضرب الفتاة بحدة ثلاث مرات.
ثمّ ألقى بنفسه بجانبها وذهب للنوم.، وانتظر إيفون طوال الليل في مكان اختبائه، وفي الصباح قام الشاب من على أريكته وضرب زوجته بثلاث ضربات قوية ومضى وعندها فقط ظهر إيفون وأيقظ أخته، وتبادل الأخ والأخت التحية الرقيقة ووجدا الكثير للحديث عنه بعد انفصالهما الطويل، وعلم إيفون أنّ البلد الذي أتى إليه كان مكانًا غريبًا حيث يمكن الاستغناء عن اللحوم والمشروبات بالكامل في حين أنّ النوم حتى ليس ضرورة.
قال متذكرًا ما رآه من زوج أخته: أخبريني أختي هل يعاملك زوجك جيدًا؟ أكدت له أخته أنّ زوجها يمنحها كل ما تتمناه وإنها سعيدة تمامًا، ثمّ سأل بقلق: هل يتغيب دائما أثناء النهار؟ فقالت: دائماً فسأل الأخ: هل تعرفين أين يذهب؟ فقالت: لا أفعل يا أخي، قال إيفون: لدي فكرة سوف أطلب منه السماح لي بمرافقته في رحلته. ماذا تقولين يا أختي؟
فقالت: يبدو أنّها خطة جيدة بالنسبة لي، وعند غروب الشمس عاد زوجها إلى المنزل وأصبح هو وإيفون صديقين حميمين للغاية بعد لقائهما، وطلب إيفون منه السماح له بمرافقته في رحلته في اليوم التالي فوافق بشرط أنّه إذا لمس أي شخص أو خاطبه سيعود إلى المنزل، وافق إيفون على الشرط وانطلق الاثنان في وقت مبكر من صباح اليوم التالي.
وسرعان ما وصلوا إلى سهل واسع نصفه كان أخضر ومثمرًا بينما كان النصف الآخر قاحلًا وجافًا وكانت الماشية تتغذى على هذا السهل، وكانت تلك الموجودة في الجزء الجاف سمينة ومكيفة جيدًا بينما كانت الأبقار الأخرى نحيلة إلى حد ما، وكان هناك العديد من الأشياء الغريبة الأخرى التي رأوها أثناء ذهابهم، لكن الشيء الذي بدا غريبًا بالنسبة لإيفون كان مشهد شجرتين تضربان بعضهما البعض بغضب بفروعهما.
وضع يديه عليهما ونهاهما عن القتال وفي لحظة أصبحا شخصين، رجل وزوجة شاكرين إيفون لإطلاق سراحهما من السحر الذي كانا في اثره مستمران في مشاحناتهما الدائمة، وسرعان ما وصلوا إلى كهف كبير جاءت أصوات غريبة منه وكان إيفون يريد التقدم، لكنّ الأمير منعه مذكرا إياه أنّه في إبعاده الأشجار لم يلتزم بالشرط وعليه أن يعود إلى القصر حيث تسكن أخته.
وهناك مكث إيفون لبضعة أيام أخرى وبعد ذلك وجهه صهره إلى منزله وقال الأمير: انطلق لكنّك ستعود بعد فترة وستبقى معنا إلى الأبد، وعند وصوله إلى قريته وجد إيفون كل آثار مسكنه قد اختفى. في حيرة شديدة، وسأل عن والده حيث أجاب شيبيرد العجوز: لقد سمعت عنه، لقد عاش في الأيام التي لم يكن فيها جدي سوى صبيًا وهو الآن ينام في باحة الكنيسة هناك، وعندها فقط أدرك إيفون أن زيارته لأخته لم تكن يومًا بل كانت لأجيال.