يجب علينا تأكيد أهميّة صنع الخير مع الآخرين عند الأطفال، وأن هذا الخير سيردّ لهم في يوم ما، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة كانت تفعل الخير مع طفل محتاج، وكانت تقدّم له كوباً من الحليب الذي يعطيه الطاقة الكافية للعمل كل يوم، مضت السنين وفرحت حينما علمت أن هذا المعروف الذي قدّمته قد عاد إليها أضعافاً كثيرة.
قصة كأس الحليب
وليد كان طفل في العاشرة من عمره، يعمل في بيع الصحف كل يوم؛ وهذا من أجل أن يستطيع تأمين المصاريف المدرسية، وفي يوم من الأيام بينما كان وليد يمشي ويبيع الصحف إذ شعر بأنّه متعب وجسده منهك وضعيف؛ فقرّر أن يذهب لإحدى المنازل كي يطلب الطعام.
لسوء الحظ كان المنزل الذي ذهب إليه يرفض أن يعطيه الطعام أو يوفّر له كأس ماء، لذلك ذهب وليد وبحث عن منزل آخر، ووصل إلى منزل تسكنه إحدى الفتيات، وعندما فتحت له وأخبرها بما حدث معه، ذهبت وأعطته كوباً من الحليب، قال لها وليد: كم تريدين ثمن هذا الكوب؟ قالت له الفتاة: لا أريد منك شيئاً هو لك بالمجّان.
كان هذا الولد يذهب لمنزل الفتاة كل يوم، فتقوم بإعطائه كوباً من الحليب، مضت السنين وكبرت هذه الفتاة حتّى أصبحت امرأة ناضجة، وفي ذلك الوقت لم يكن وليد يتردّد إلى المنزل، بل اختفى فجأةً ولم تكن تعلم عنه أي شيء.
شعرت هذه الفتاة في يوم من الأيام بالمرض الشديد، وعندما ذهبت للمستشفى أخبرها الطبيب بأنّها بحاجة إلى عمليّة مكلفة بعض الشيء، وكانت هذه الفتاة لا تملك المال الكافي، ولكنّها كانت مجبرة على إجرائها، وعندما عمل لها الطبيب هذه العملية واستفاقت، طلبت الفاتورة من أجل دفع هذا المبلغ الكبير.
تفاجأت الفتاة عندما أحضروا لها الفاتورة بأنّها كانت مدفوعة للمستشفى، وقرأت رسالة مكتوب عليها: هذه العملية ثمن لكوب الحليب، علمت وقتها الفتاة أن الطبيب الذي قام بإجراء العملية لها هو نفسه الطفل وليد الذي كانت تعطيه كوب الحليب كل يوم. فرحت الفتاة كثيراً وشعرت بأن الخير الذي قدّمته قد عاد إليها في الوقت المناسب.