في كل القصص التي تتحدّث عن الكذب نرى بأن الكاذب يتم كشفه دائماً، سنحكي في قصة اليوم عن طالب يستخدم الكذب ليحتال على معلّمه، ولكن المعلّم هذا قام بزيارته وكشف كذبه؛ فشعر الطالب بالحرج واعتذر من معلّمه، ووعده بأن لا يكذب عليه مرّةً أخرى.
قصة كذبة سليم
في إحدى القرى كان هنالك مدرسة صغيرة للطلّاب وكان يقوم بتدريسهم أستاذ فاضل، وفي يوم من الأيام دخل المعلّم على طلّابه وطلب منهم الواجب البيتي الذي كان قد طلبه منهم يوم أمس، كان خالد أول من قام المعلّم باختياره لقراءة الواجب، فقرأ خالد واجبه جيّداً وشكره المعلّم على حفظه الجيّد، بعد ذلك جاء دور سليم، نظر له المعلّم وطلب منه قراءة واجبه أمام الطلّاب.
تلعثم سليم بالقراءة فسأله المعلّم: هل حفظت الواجب يا سليم؟ نظر له سليم وقال له بارتباك: نعم يا معلّمي لقد قمت بحفظه، ولكن أنا لدي إخوة صغار أعتني بهم، بالإضافة إلى أنّ أمّي مريضة وتحتاج العون، وليس لدينا أي طعام في المنزل ونحتاج البيض والخبز ولا نملك ثمنه، نظر له المعلّم وقال: أين هو والدك يا سليم؟ قال له سليم: والدي متوفّى منذ سنتين يا أستاذي.
قال له المعلّم: حسناً يا بني سوف أسامحك هذه المرّة، ولكن عليك أن تهتمّ بالحفظ والواجبات أكثر في المرّات القادمة، وعندما انصرف الطلّاب صار المعلّم يفكّر بحال سليم وعائلته، وقرّر أن يحضر لهم بعض الطعام ويساعد هذه العائلة الفقيرة المحتاجة؛ لأنّه كان شخص ودود ويحب المساعدة، وعندما ذهب المعلّم لمنزل سليم كان أوّل من قابله هو والد سليم، سلّم عليه وسأله عن سليم.
أخبره أنّ سليم يلعب مع أصدقائه، وسأله عن سبب مجيئه فقال له المعلّم: لقد أخبرني سليم بأنّ والده متوفّى وأن أمّه مريضة وليس لديهم طعام، تفاجأ الوالد من كلام المعلّم وقال له: أم سليم بخير ونحن نملك ثلاثة أولاد فقط ولا نحتاج المساعدة بفضل الله.
نادى الوالد على ابنه سليم، وعندما رأى معلّمه شعر بالحرج وسأله المعلّم عن سبب كذبه فقال له: أنا أعتذر منك يا أستاذي ؛ ولكنّني خفت أن أخبرك بأنّني كنت ألعب ولم أحفظ الواجب، فقال له المعلّم: يا بني لو أخبرتني بالحقيقة لكنت سامحتك، ولكن الكذب خلق ذميم والله يعاقبنا عليه، اعتذر سليم من معلّمه الفاضل ووعده أن لا يكذب عليه مرّةً أخرى، وأن يهتم بدراسته أكثر.