فقدان الثقة بالآخرين والتمسك بالآراء يجعل من الشخص يحكم على الناس ظلماً، والعدل هو أن نفكّر قبل أن نحكم على الشخص، هذا ما حدث مع السيدة التي كانت غاضبة من الفتاة التي تأكل من كيس الحلوى الخاص بها، ولكنّها في نهاية الأمر اكتشفت أن الكيس قد كان مشابهاً لكيس الحلوى الذي اشترته هي، فشعرت بالندم على حكمها على تلك الفتاة بالسرقة.
قصة كيس الحلوى
كان هنالك سيدة كبيرة تجلس في إحدى المطارات تنتظر قدوم موعد رحلتها، وبينما هي كذلك إذ كانت تجلس بالقرب منها فتاة صغيرة مع أمّها، طال الانتظار بتلك السيدة؛ فقرّرت أن تذهب وتشتري القهوة وبعض الحلوى، كي تقضي أوقاتها باحتساء القهوة وتناول الحلوى.
أحضرت السيدة القهوة وكيس الحلوى، وبدأت تحتسي القهوة وتأكل الحلوى، وبينما هذ كذلك إذ التفتت يمينها؛ فوجدت الفتاة الصغيرة تأكل قطعة من الحلوى التي كانت موجودة بالكيس الذي أحضرته لنفسها، كان الكيس موجود بين تلك السيدة والفتاة؛ فنظرت لها السيدة بعين الغضب.
كانت السيدة تريد توبيخها ولكنّها قالت في نفسها: أنا سيدة مهذبة ومثقفّة، ولا يجدر بي أن أصرخ بوجه تلك الفتاة، ولولا أنّني أجلس بمكان عام لكنت لقّنتها درساً لن تنساه، ازداد غضب السيدة عندما وجدت الفتاة لا تزال تأكل من كيس الحلوى حبة تلو الأخرى، ولا تأبه لأي شيء.
ظلّت السيدة كذلك تنظر لتلك الفتاة بعين الغضب، وفي نهاية الأمر أخذت الفتاة القطعة الأخيرة الموجودة بهذا الكيس، وقامت بتقطيعها إلى نصفين، وأعطت نصف للسيدة التي تجلس بجانبها وتنظر إليها طوال الوقت وذهبت، شعرت السيدة بالاغتياظ وقالت في نفسها: يا لها من فتاة غريبة، حتى أنّها لم تشكرني على صمتي لما فعلت.
وفجأةً سمعت السيدة صوت موعد انطلاق رحلتها؛ فقامت بجمع حقائبها وأشيائها واتجهت لتصعد الطائرة، وبينما كانت السيدة تجلس في الطائرة تفاجأت بوجود كيس الحلوى الموجود بإحدى حقائبها كما هو، بدأت السيدة تفكّر فيما حدث لها مع تلك الفتاة، وقالت في نفسها: يا إلهي لقد أخذني ظنّي السيء بتلك الفتاة بأنّها غير مؤدبة، لقد كان كيسها مشابهاً لكيس الحلوى الذي اشتريته وجعلتني أيضاً أشاركها به. شعرت السيدة بالندم لحكمها الخاطئ على تلك الفتاة دون تفكير، وقرّرت أن لا تحكم على أي شخص بالسوء قبل أن تتأكّد بنفسها.