قصة لغز اختفاء عائلة مارتن

اقرأ في هذا المقال


من أكثر القضايا التي أخذت باع طويل في السلك القضائي هي حوادث الاختفاء، إذ تتطلب مجهود كبير في محاولة للوصول إلى أي دليل، وما يزيد الأمر تعقيداً في مثل تلك القضايا هو عدم وجود شهود عيان في اللحظات الأخيرة من اختفاء الأشخاص الجاري البحث عنهم، تماماً كما حصل في هذه القصة.

قصة لغز اختفاء عائلة مارتن

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام حضر زوجان يدعيان السيد كينيث السيدة باربرا إحدى حفلات عيد الميلاد، وفي طريقهما للعودة إلى منزلهما الواقع في أحد الأحياء الذي يعرف باسم حي روز واي والذي يقع شمال شرق ولاية بورتلاند قررا أن يقومان في اليوم التالي بجولة لمدة يوم واحد عبر البلاد.

وفي صباح اليوم التالي غادر الزوجان برفقة بناتهما الثلاثة وهن الفتاة الأكبر التي تدعى باربي والفتاة الوسطى التي تدعى سوزان والفتاة الصغيرة وتدعى فيرجينيا، وفي تلك الفترة كانت باربي ما زالت طالبة في المرحلة الثانوية، كما كان لتلك العائلة ابن أكبر يدعى دونالد وكان يبلغ من العمر في ذلك الوقت الثامنة والعشرون عامًا، ولكنه كان يعمل في البحرية الأمريكية ومقيم في مدينة نيويورك.

وفي تلك الأثناء أول ما اعتلت تلك العائلة السيارة توجهوا إلى الناحية الشرقية من البلاد باتجاه كولومبيا، وقد كان هدفهم من التجوال في البلاد هو جمع الأعشاب وبعض الزهور من أجل صنع الأكاليل والزينة والتجهيز لعيد الميلاد، وقد كان إمكانية تحديد الأماكن التي توجهت نحوها تلك العائلة على مدار اليوم على وجه التحديد من الأمور الصعبة في ذلك الوقت، لكن كان هناك أحد أصحاب محطات الوقود ويدعى السيد باكستر، أشار إلى أن تلك العائلة قامت بشراء تسعة جالونات من مادة البنزين من محطته الواقعة في مدينة كاسكيد لوكس والتي تقع على بعد حوالي ما يقارب أربعون ميل من منزل تلك العائلة، وقد حصل ذلك في تمام الساعة الرابعة، وحسب ما أفاد باكستر فإنهم استمروا في مسيرهم إلى الجهة الشرقية بعد ملء البنزين.

كما تم ذكر أن تلك العائلة قد تمت مشاهدتها مرة أخرى بعد فترة قصيرة من مغادرة محطة الوقود في أحد المقاهي الذي يعرف باسم مقهى باراديس الواقع في منطقة هود ريفر، وهو ما يقع على بعد يقدر نحو عشرون ميل من الناحية الشرقية من المحطة، وبعد السؤال في ذلك المقهى عن تلك العائلة ذكرت إحدى العاملات به والتي تدعى كلارا أنها شاهدت العائلة، كما أشار بعض السائقين على تلك الطريق أنهم شاهدوا العائلة على الضفة الشمالية من نهر كولومبيا الواقع في ولاية واشنطن وقد كان ذلك وقت الغسق، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد المكان بدقة.

وفي ذلك الوقت تم فصل البنات الثلاثة من المدرسة؛ وذلك جراء الغياب، كما لوحظ تغيب السيد كينيث عن عمله، إذ كان يتوجب عليه في تلك الفترة أن يقوم بتقديم تقرير مفصل في عمله بالشركة التي يعمل بها، وفي مساء ذات اليوم قدم مدير كينيث بالعمل وهو من يدعى تايلور ببلاغ رسمي حول فقدان العائلة، وفي ذلك الوقت توجهت عناصر الشرطة نحو مكان إقامة العائلة في تمام الساعة الحادي عشر مساءً.

وفي ذلك المنزل قاموا بالبحث حول أي علامات اقتحام أو تلاعب، إلا أنهم لم يعثروا على أي شيء غير طبيعي، كما كان هناك مبلغ مالي كبير في حساب العائلة المصرفي لم يتم سحبه، كما تم التواصل بين مراكز الشرطة في مقاطعة مولتنوماه والمراكز التابعة إلى مقاطعة هود ريفر وقام كل منهما بعمليات بحث، لكن لم يتم التوصل إلى أي نتائج أو خيوط جوهرية.

وفي يوم من الأيام تم العثور على سيارة من نوع شيفروليه ذات لون أبيض تمت سرقتها في محطة الوقود في مدينة كاسكيد لوكس في ذات اليوم الذي اختفت به العائلة، كما تم العثور بالقرب منها على مسدس من نوع كولت كوماندر تم التخلص منه في الأدغال وكان مغطى بالدماء الجافة، وقد تم تسليم المسدس إلى السلطات، ولكن لم يقوموا بفحصه، وكل ما قاموا به هو تتبع الرقم التسلسلي للمسدس، وقد تم التوصل إلى أنه من بين عدد من الأدوات الرياضية والتي تم اتهام الابن دونالد مارتن بسرقتها قبل عدة سنوات حينما كان يعمل في أحد متاجر الخاصة ببيع الأدوات الرياضية.

وفي اليوم التالي تم إلقاء القبض على الشخصين اللذان قاما بسرقة السيارة الشيفرولية التي وجدت بالقرب من موقع اختفاء العائلة، وكان كلاهما من الأشخاص المدانين بجرائم سابقة، وقد شهد شخص يعمل كنادل في المطعم الواقع في هود ريفر أن هذان الرجلان كانا متواجدان في المطعم في ذات الوقت الذي تواجدت فيه العائلة كما أنهما غادرا في ذات اللحظة وقت مغادرة العائلة.

وبعد عدة أسابيع تم العثور على قفاز نسائي بالقرب من موقع السيارة الشيفروليه وقد تم ذكر في التحقيقات أن تلك القفازات تشبه تلك التي كانت ترتديها السيدة باربرا، ولكن لم يتم تأكيد ذلك، وبعد أيام قليلة اتصل رجل غريب بالشرطة وقد أخبرهم أنه شاهد سيارة تتطابق مواصفاتها مع مواصفات تلك السيارة التي كانت تعتليها العائلة وتلك السيارة موجودة على طريق تعرف باسم طريق الدوك السريع، وهنا سرعان ما تم إبلاغ كافة دوريات الشرطة الموجودة على طول الطريق ولكن ما حدث هو أنه لم يتم العثور على أي سيارة.

وبعد مرور عدة شهور من البحث والتحري حول اختفاء العائلة تم العثور على جثة الفتاة سوزان وقد وجدت على الضفة الشمالية لنهر كولومبيا بالقرب من مدينة كاماس التابعة إلى ولاية واشنطن، وقد تم التأكد من هويتها من خلال سجلات طب الأسنان، وفي صباح اليوم التالي تم العثور على جثة الفتاة فيرجينيا بالقرب من أحد السدود التي تعرف باسم سد بونفيل، كما تم التأكد كذلك من هويتها من خلال سجلات طب الأسنان كذلك.

وفي النهاية حينما تم عرض جثث الفتاتين على الطب الشرعي، تم التوصل إلى أن السبب الرئيسي بالوفاة هو التعرض لحادثة غرق، كما تم التوصل إلى آثار إلى مادة الألمنيوم في الملابس التي كانت ترتديها سوزان، وهنا دارت الشبهات في ذهن عمدة مدينة هود ريفر أن منصة الحفر التي كانت تعمل في المنطقة في ذلك الوقت هي من تسببت في حدوث انقلاب لسيارة العائلة في النهر، وأنها تلك المنصة قامت بإزاحة أحد الأبواب بعد أن علقت بها، وأن هذا الأمر أدى إلى حدوث انجراف في جثث الفتيات.

وفي تلك الأثناء تم إجراء المزيد من عمليات البحث في النهر، ولكن ما حدث هو أنه تعرض أحد رجال الإنقاذ إلى حادثة غرق، وهذا ما تسبب في تعليق البحث ولم يتم العثور على جثث كل من كينيث وباربرا وباربي على الإطلاق، وأخيراً كان هناك بعض المحققين الذين ظلوا يعتقدون أن الشخصان اللذان تم إلقاء القبض عليهم كان لهم علاقة بما حدث لتلك العائلة، وفي أواخر القرن التاسع عشر تم تنظيم عمليات غوص وبحث من خلال استخدام السونار الحديث، في محاولة لإيجاد سيارة العائلة، لكن دون التوصل إلى أي شيء.


شارك المقالة: