قصة لهفة وزهر العسل

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال زيارة منزل الجد والجدّة، كان لدى لهفة جد عزيز، وفي منزله الكثير من الأشجار، وكان من أكثر ما تحبّه لهفة هي زهرة العسل، وبسبب حبّها الشديد لها كان جدّها قد حضّر لها مفاجأة، وأحبّتها حفيدته كثيراً فقامت بإهدائها لمعلمتها.

قصة لهفة وزهر العسل

لهفة كانت فتاة شقيّة جدّاً ولكنّها ودودة، كانت تحبّ زيارة جدّها كثيراً وتذهب لزيارته كل يوم، وفي إحدى الأيّام ذهبت لهفة لمنزل الجد كعادتها، ووقفت بجانب الباب واقتربت منه تحاول أن تسمع صوت العكّاز الذي يمشي جدّها بجانبه، وعندما حضر الجد وفتح لها الباب ظهرت لهفة فجأةً وقفزت كالهرّة أمامه.

دخلت لهفة إلى منزل الجد وكان الجد يحملها بين يديه، دخل الجد وكان يوجد في ساحة منزله بركة ماء صغيرة حول تلك البركة الصغيرة يوجد الكثير من الأشجار الخضراء الجميلة، وبجانب تلك الأشجار الصغيرة توجد زهرة العسل الرائعة، طلبت لهفة من جدّها أن يحملها أسفل البركة لتشتمّ رائحة تلك الزهرة اللطيفة بينما كانت تلاعب طربوشه ذو اللون الأحمر.

نزلت لهفة وصارت تداعب زهرة العسل بيديها الناعمتين، وطارت الورود الصفراء الصغيرة على وجهها، وصارت لهفة تشتم الرائحة وتقول: يا إلهي ما أجمل تلك الرائحة التي تنعش الروح والفؤاد، وفي اليوم التالي ذهبت لهفة للمدرسة، وكانت معلّمتها التي تحبّها قد غابت وذلك لأنّها قد أنجبت مولودة جميلة، عندما علمت لهفة بذلك قرّرت أن تأخذ باقة من زهر العسل وتعطيها لمعلّمتها كهدية.

ولكنّها عندما ذهبت إلى منزل جدّها وجدت الشجرة لا تحمل شيئاً، فاتجهّت للثلاجة وأخرجت إحدى علب الدواء، وحاولت أن تسقي الشجرة به لعلّها تطيب، فقد كانت تظنّ بأنّها مريضة، عندما وجدها جدّها تفعل ذلك وسألها عن السبب، قالت له: أنا أعالج شجرتي، ابتسم الجد وقال لها: ولكنّ الشجرة ليست مريضة، بل إنّها تسقط أوراقها بسبب فصل الشتاء، وستنبت من جديد في فصل الربيع إن شاء الله.

شعرت لهفة بالحزن وقالت لجدّها: وماذا سأهدي معلّمتي الآن؟ قال لها جدّها: لا تقلقي سأجد لكِ الحل، كان الجد قد استطاع أن يخزّن عطر تلك الزهرة في زجاجة ويعطيها لحفيدته العزيزة كهديّة لها، لأنّها قد أحبّت رائحة الزهرة كثيراً، جاء الجد وأعطاها الزجاجة وقام بلفّها بورق من كرتون ووضع عليه شريط أحمر لاصق وقال لها: تلك الهدية كنت أريد أن أعطيها لكِ، ولكن لا بأس يمكنكِ أن تعطيها للمعلّمة، وفي فصل الربيع القادم سأصنع لكِ زجاجة عطر أخرى.

فرحت لهفة بفكرة جدّها واحتضنته بشدّة وقالت له: شكراً لك يا جدّي العزيز، وذهبت وأعطت الهديّة لمعلّمتها التي أعجبت برائحة العطر كثيراً.


شارك المقالة: