قصة ليليانو الابنة المفقودة

اقرأ في هذا المقال


قصة ليليانو الابنة المفقودة أو (Leelinau the Lost Daughter) هي حكاية فولكلورية أمريكية، للمؤلف، كورنيليوس ماثيوز، نشرت عام1869، للناشر: Allen Brothers، New York

الشخصيّات:

  • ليليانو.
  • والدي ليليانو.
  • ابن الزعيم.
  • الشبح في الغابة.

قصة ليليانو الابنة المفقودة:

كانت ليليانو الابنة المفضلة لصياد عاش على شاطئ البحيرة بالقرب من قاعدة المرتفعات الجبلية، يدعى كوج وادجو، ومنذ أن كانت صغيرة لاحظ والديها أنّها كسولة وبطيئة، ولقد قضت معظم وقتها في العزلة، وكانت تفضل أن تكون وحيدة ولا تحب الأختلاط، وكلما استطاعت مغادرة منزل والدها، كانت تذهب إلى أماكن بعيدة وتدخل لأعماق الغابة، أو تجلس وحيدة على قمة صخرية تطل على البحيرة.

وفي مثل هذه الأماكن، غالبًا ما كانت تجلس ووجهها متجهاً إلى الأعلى، كانت تمضي وقتاً طويلًا في تأمل الهواء، وكأنها تستحضر الجنيّات، وتتوسل إليهن أن يخففن حزنها، ولكن لم تكن تحب التواجد وسط كل الأماكن المزروعة بالأشجار والقريبة من منزلها، مثل ما كانت تكثر التواجد في غابة الصنوبر على الشاطئ المفتوح المسمى مانيتووك والبعيد عن القرية، أو الغابة المقدسة حيث كانت تقضي معظم وقتها.

كانت تلك الغابة واحدة من تلك الأماكن المقدسة التي كما كان يعتقد أهل القرية وهي منتجع الجنيّات البرّية الصغار في الغابة، وأرواح السلاحف أو الجنيّات التي تبتهج بالمشاهد الرومانسية، وبسبب هذا الاعتقاد لدى الناس عن الغابة، نادرًا ما كان الهنود يزورون هذع الغابة؛ لأنّهم كانوا يخشون الوقوع تحت تأثير سكانها المؤذيين.

وكلما اضطروا بسبب سوء حالة الطقس أو عند مواجهة العواصف إلى الهبوط في هذه الغابة، كانوا لاينسوا أبدًا ترك بعض من التبغ، أو أي رمز آخر في الغابة، لإظهار رغبتهم في التعامل بشكل جيد مع مالكي الأرض الخيالية وهم الجنيّات، كانت ليليانا منذ صغرها تذهب إلى هذه البقعة المقدسة، وتجمع أزهارًا ونباتات غريبة، كانت تجلبها لوالديها.

وكانت تتحدث لهم بكل الأحداث المؤسفة التي حدثت في نزهاتها، وعلى الرغم من أنهم كانوا يحاولون منعها من زياراتها المتكررة للغابة، إلا أنّهم لم يتمكنوا من الإصرار على موقفهم في منعها، لأنّها كانت لطيفة للغاية وحساسة لدرجة أنّهم كانوا يخشون إغضابها ويتركونها تفعل ماتريد، لذلك، كبر ارتباطها بالغابة الخيالية مع تقدم سنوات عمرها، وعندما كانت ترغب في الشرود والتفكير حول أحلام طفولتها، فقد كانت ليليانو تتوجه إلى الغابة.

وعندما كانت تخاف من شيء مثل تأخر والدها في الخارج عندما يذهب في رحلة صيد عن المعتاد، وكانت تعتقد أن يكون قد غمرته العاصفة أو أصابه مكروه، أو قد واجه بعض الأخطار الأخرى، كانت ليليانو تذهب من أجل الشعور بالأمان في غابة مانيتوك، كانت هناك تجلس صامتة وتتأمل وتتجول، أصبحت منغمسة بشدة في أشجار الصنوبر الخيالية لدرجة أنّ والديها بدأوا في الشك في أن روحًا شريرة قد ارتبطت بها.

ثمّ فكروا بالذهاب للكاهن الذي ألقى عليها سحرًا لم يكن لديها القدرة على مقاومته، وتمّ تأكيد شكوكهم تجاهها عندما سمعت والدتها التي كانت تتبعها سراً، في يوم من الأيام تمتمها على رفيق مجهول وغير مرئي، حيث كانت تقول بعض الكلمات مثل: روح الرقص تحضر! اسمع قلبًا ينبض في حزنه.

ثمّ قالت: يا روح تيار النهر! قم بزيارة وسادتي الليلية، وألقي عليها الأحلام الفضية لجدول الجبل والنهر المرصوف بالحصى، يا روح الليل المرصع بالنجوم! قد بصمات قدمي إلى الخجل أو حيث تتألق زهرة العاطفة المحترقة، وكانت تختتم كلامها بنظرة عاطفية إلى أشجار الصنوبر الصغيرة الجميلة التي كانت تلوح بجمالها الأخضر فوق رأسها.

ثمّ كانت تقول وكأنّها تغني: ألقوا عليّ، على ليليانو الحزينة عطرك الورقي مثل الربيع الذي يرينا أحلى الزهور، أو القلوب التي تظهر لنا كلّ الحب، ويومًا بعد يوم، كانت هذه الكلمات الغريبة مع كائنات غير مرئية تجذب قلب ليليانو أكثر فأكثر من وتجعلها تهرب من المنزل بعيداً، وكانت تسير بين أفراد قبيلتها حزينة وصامتة، مثل روح زارتهم من أرض أخرى.

لم تستطع أن تقضي أوقاتها مثل رفاقها الصغار  عندما كانوا يلعبون ، وكانت تنظر لألعابهم على أنّها ألعاب تافهة لم يكن لديها أي اهتمام بها، وعندما كانت تجتمع  فتيات المنازل المجاورة للعب الألعاب المفضلة لديهن، أو لعبة الكتلة والخيط أمام باب المنزل، كانت ليليانو تجلس وحيدة وحزينة وشاردة، أو تشارك الفتيات اللعب بشكل غير مبالي لتظهر أنّ مشاركتها في مثل هذه الألعاب كانت مزعجة لها.

وعندما جاء وقت قطف الذرة، وتجمّع شباب القبيلة في الحقل، منشغلين في قطف الذرة الناضجة،كان ضحك الجميع عند التقائهم يدق بمرح في حقل الذرة، ولكن عندما كان أهلها يجبرونها للجلوس مع الناس المجتمعين في الحقل، لم تكن تهتم بالاستماع لهم ومشاركتهم ضحكهم، وكانت تسير بعيدًا عن الجميع، في تلك الأثناء رآها أحد شباب القبيلة الذي كان فارساً شجاعاً وكان طوال اليوم مستمراً في مراقبة حركاتها وتصرفاتها.

فأثار فضوله هدوئها وفي نفس الوقت كان يتوق لاكتشاف الغموض الذي يكمن في شخصيّتها، وعندما حاول التقرب منها لكن دون جدوى لأنّه لم يكن يعير اهتمامها احداً من الحاضرين، وعلى الفور وقع في حبها وقرر الزواج منها، وفي صباح اليوم التالي، زار بيتها ذلك الشاب الذي كان الابن الأكبر لزعيم مجاور لمنزل والدها، لقد كان يفوقها في العمر، لكنّه كان يتمتع بشجاعه كبيرة في القتال.

، وكان مشهورًا جدًا كصيّاد ماهر، حتى أنّ والدي الفتاة عندما اخبرهم أنه يريد خطبة ابنتهم قبلوه مباشرة، كانوا يأملون في أن يؤدي ارتباطه بها إلى تراجع أفكارها عن زيارة تلك الغابة التي أخذت كل اهتمامها، ولكن رفضت ليليانو بشدة الزواج منه، ولكن الوالدان أخبروه أنّ تردد ابنتهم الصغيرة في الموافقة عليه، سببه الخوف قبل الزواج.

ولم يهتموا لرفضها، وحددوا يوماً آخر له زيارة المنزل، وجاء المحارب الشاب إلى باب الكوخ، ورفضت ليليناو رؤيته، وقامت بإبلاغ والديها، بأنّها لن توافق أبدًا على الزواج منه، كان من عادتها أن تقضي الكثير من ساعاتها في مكانها المفضل في الغابة تحت شجرة صنوبر صغيرة عريضة القمم، وذات يوم بينما كانت تتكئ على شجرة الصنوبر الصغيرة، تخيّلت أنّها تسمع صوتًا يخاطبها.

وسمعته يهمس بوضوح قائلاً: أيتها العذراء! لا تظنني بشجرة، بل حبيبك العزيز، وأنا أحب أن أكون معك، أنظري إلى العمود الأخضر الساطع الذي يلوح فوقك، ثمّ قال الصوت: أنت تتكئين على صدري، استندي إلى الأبد هناك وكوني في سلام، يجب أن تهربي من الرجال الزائفين والقاسيين، ثمّ قال: سوف تنعمين بهذا الظل الهادئ الذي اسقطه على الأرض حولك، وسوف أتنفس عطرًا مثل الزهور في مساءك السعيد.

سمعت ليليانو بأذن شغوفة هذه الكلمات السحرية التي كان لها تأثير كبير على قلبها. وشعرت أنّه يجب الآن عليها الهروب من ابن المحارب، وعشيّة اليوم المحدد لزواجها، زينت ليليانو نفسها بأفضل ملابسها، ورتبّت شعرها وفقًا لأسلوب قبيلتها، ووضعت كل الحلي لها قبل الزواج في مجموعة جميلة، ثمّ خرجت أمام والديها، وقالت: أنا ذاهب للقاء حبيبي الصغير، زعيم الغابة الذي ينتظرني.

كان وجهها يتألق بالفرح، أمّا والديها، لم يشعرا بأن ما قالته كان غريباً أو مخيفاً، لأنّهم أعتادوا على طريقتها الخيالية في الحديث، ثمّ تمنا لها الحظ السعيد في الاجتماع مع زعيم الغابة، وقالت مخاطبة والدتها أثناء مغادرتها المنزل: أنا ذاهب من شخص كان يراقب طفولتي ويحرس شبابي، أعطاني الدواء عندما كنت مريضًا، وأعدّ طعامي عندما كنت جائعاً.

أنا ذاهب من أب جلس في الغابة لشراء أفضل أنواع الجلود لملابسي، وأبقى منزله مزودًا بأفضل الطعام لي، أنا ذاهب إلى منزلاً كان يأويني من عواصف الشتاء ودرعي من حر الصيف وداعا والداي وداعا! ثمّ أسرعت وكأن هناك شخصاً يتبعها إلى حافة الغابة الخيالية، وفي لحظة فقدت البصر، ونظرًا لأنها غالبًا ما كانت تهرب من المنزل، لم يكن والديها خائفين، لكنّهما كانا ينتظران عودتها بثقة.

وبعد أن انتظراها طويلاً، لكن لم تعد ابداً، فسارعوا بالمشاعل إلى الغابة، وعلى الرغم من أنّ مشاعلهم أضاءت كل الغابة المظلمة، إلا أنّ بحثهم كان عبثًا، وأشرقت الشمس وغابت، ولكن لم تعد ابنتهم وبقي والديها يبكون ليلاً ونهاراً لضياع ابنتهم، وبعد فترة من الوقت صادف أنّ مجموعة من الصيادين الذين كانوا يصطادون الأسماك بالقرب من الغابة المسحورة، تحدثوا عن رؤيتهم شيئًا يبدو أنه يشبه شخصية أنثى تقف على الشاطئ.

وعندما كان يحل المساء ويذهبون للأبحار في الماء هادئًا، كانت تثور الأمواج في وجههم فجأة بظهور تلك الفتاة، ثمّ تهرب على عجل، لكنّهم تمكنوا من التعرف عليها، كانت الابنة المفقودة، ورأوا الأعمدة الخضراء لعشيقها الخيالي يلوح بجبينه وهو يهرب بخفة عبر غابة الصنوبر الصغيرة.


شارك المقالة: