يصل الأطفال إلى مرحلة من المراحل التي يحبّون أن يتعرفّون بها إلى الكثير من المفاهيم المبهمة من حولهم، سنحكي في قصة اليوم عن مراد الذي يحب البيسبول كثيراً، وكان يتساءل دائماً عن سبب الصوت الذي يصدر عند رميه للكرة، وعندما ذهب لأمّه أخبرته عن السبب الرئيسي الذي يحدث الأصوات.
قصة مراد والصوت
مراد ولد في الصف الرابع ويحب لعبة البيسبول كثيراً، وفي يوم من الأيام بينما كان يلعب ويريد رمي الكرة بمضرب البيسبول إذ صدر صوت (تشوك)، تفاجأ مراد وتساءل في نفسه: ما هو سبب هذا الصوت، عندما عاد إلى المنزل سأل أمّه عن سبب هذا الصوت فقالت له أمه: يا بني إن الصوت يحدث بسبب اصطدام الأشياء ببعضها البعض.
وبينما كان مراد يتحدّث مع والدته إذ بدأ المطر بالهطول، نادت والدة مراد عليه وقالت له: انظر يا بني هل ترى الصوت الذي يحدث بسبب ارتطام قطرات المطر بنافذة غرفتك؟ وبعد قليل أمسك مراد الآلة الموسيقية التي كان والده اشتراها له وقال لأمّه: انظري يا أمي عندما أضرب بالعصا الصغيرة على تلك القطعة يصدر صوت الموسيقى أيضاً.
نظرت والدة مراد له وهو يتكلّم وقالت له: ضع يدك على حنجرتك وسوف تشعر باهتزاز بسيط، هذا هو مصدر الصوت الذي يصدر منك عندما تتكلّم؛ فإنّ الأوتار الصوتية الموجودة في الحنجرة هي المسؤولة عن الصوت الذي نسمعه عندما نتكلّم، بعد انتهاء المطر طلبت والدة مراد أن يخرج معها إلى الخارج.
وقف مراد مع أمّه وأمسكت بحجر صغير ورمته على بركة من برك الماء المتجمعّة من المطر، فأحدثت طرطشة ماء صغيرة، سألها مراد عن سبب ما فعلته فقالت له: هل ترى يا بني، تلك الموجات الصغيرة تحدث بسبب مدى الصوت، ولكن نحن لا نرى تلك الموجات الصوتية اتي تسري في كل اتجّاه.
سأل مراد أمّه: ولماذا نسمع ارتداد الصوت عندما نكون في مكان خالي؟ قالت له أمّه: هذا يحدث بسبب ارتطام الموجات الصوتية بالجدران؛ فهي عندما ترتطم بالحائط تعود وتصدر مرّةً أخرى، وهذا ما يسمّى بالصدى، فرح مراد بتلك المعلومات التي سمعها من أمّه كثيراً عن الصوت، وصار يحب أن يسأل أمّه عن كل الأصوات، ووعدته أمّه أن تشرح له في المرّة القادمة عن ارتفاع الصوت وانخفاضه.
