قصة مصير إسيدو ورجاله الشريرين

اقرأ في هذا المقال


قصة مصير إسيدو ورجاله الشريرين (Concerning the Fate of Essido and his Evil Companions) هي قصة خيالية وحكاية شعبية نيجيرية، كتب مقدمتها أندرو لانج، للمؤلف (Elphinstone Dayrell)

الشخصيّات:

  • أيبوري.
  • إيسدو.
  • أيو.
  • الرفاق الأشرار.

 مصير إيسيدو ورجاله  الشريرين:

عاش الزعيم أوبوري في بلدة تسمى أدياغور والتي تقع على الضفة اليمنى لنهر كالبار كان زعيمًا ثريًا، وينتمي إلى جمعية رجال إجبو  كان لديه العديد من الزوارق الكبيرة، والكثير من العبيد لتجديفهم، كان يستخدم هذه الزوارق لملء البطاطا الجديدة، وكل زورق كان يرأسه عبد واحد ويحتوي على ثمانية مجاديف، كانت الزوارق قادرة على حمل ثلاث أطنان من زيت النخيل،

وعندما كانت القوارب تمتلئ بزيت النخيل، اعتاد كلّ عشرة عبيد الانطلاق للسفر معًا والتجديف إلى ريو ديل ري، كانوا يمرّون عبر الجداول على طول الطريق والتي تمر عبر مستنقعات المنغروف، وكانت أشجار زيت النخيل هنا وهناك، وفي بعض الأحيان في موسم الأعاصير، كان عبور الجداول أمرًا خطيرًا للغاية حيث كانت الزوارق محملة بشكل كبير بحيث قد تملأ موجة صغيرة القارب وتتسبب في غرقه في القاع.

وعلى الرغم من أن معظم الأولاد كان بإمكانهم السباحة في هذه المياه، إلا أنه غالبًا ما فقد بعضهم حيث يوجد العديد من التماسيح الكبير في هذه المياه، وبعد أربعة أيام من التجديف الشاق، وصلوا إلى ريو ديل راي، وكانت القوارب تقوم باستبدال البطاطا الجديدة بأكياس من الروبيان المجفف والعصي التي عليها سمك مدخن.

كان للزعيم أبوري ولدان، أحدهما اسمه أيو، والآخر إسيدو، توفيت والدتهم عندما كانوا أطفالًا، وقام والدهم بتربيتهم منذ أن كانوا صغاراً، وعندما كبروا، أصبح لكل منهم شخصية مختلفة عن الآخر تمامًا، كان الابن الأكبر مجتهدًا جدًا وعاش حياة انفرادية، ولكن الابن الأصغر كان كسولًا جدًا وكان يعيش حياته بمتعه بالغة، وكان يمضى معظم وقته في البلدات المجاورة يلعب ويرقص.

وعندما وصل الصبيان في سن الثامنة عشرة، توفي والدهم، وتُركوا لرعاية أنفسهم بمفردهم، ووفقًا للعادات المحلية، كان الابن الأكبر، إيو الأول وريثاً مستحقًا لممتلكات والده بالكامل وورثها بالكامل، لكنّه كان يحب أخيه الأصغر بشدة، فأعطاه الكثير من المال وأرضًا بها منزل، وعلى الفور أصبح إسيدو يمتلك المال، ولكنه أصبح أكثر وحشية من أي وقت مضى، وأقام احتفالات كبيرة لرفاقه.

على الرغم من أنّ المبلغ الذي منحه إياه شقيقه عند وفاة والده كان كبيرًا جدًا، إلا أنّ إسيدو  أنفق كل هذا المبلغ خلال بضع سنوات، ثمّ باع منزله وأمتعته، وصرفها على الولائم والحفلات، وبينما كان يعيش هذه الحياة الشّاذة وغير المربحة، كان شقيقه أيو يعمل بجد أكثر من أي وقت مضى في تجارة والده القديمة، وقام بالعديد من الرحلات إلى ريو ديل ري بنفسه.

وكل أسبوع تقريبًا كان لديه زوارق محملة بالبطاطا تنزل في النهر وتعود بعد حوالي اثني عشر يومًا مع الروبيان والأسماك والتي كان يتخلص منها إيو نفسه في الأسواق المجاورة، وسرعان ما أصبح رجلًا ثريًا، وكان يختلف مع اخوه إسيدو بين الحين والآخر بشأن إسرافه، لكن تحذيراته لم يكن لها أي تأثير، بل على العكس، فإنّ شقيقه أصبح أسوأ.

أخيرًا وصل الوقت الذي تمّ فيه إنفاق كل أمواله، فذهب إلى أخيه أيو وطلب منه أن يقرضه ألفي قطعة من المال، لكنّ إيو رفض، وأخبر إيسدو أنّه لن يساعده بأي شكل من الأشكال لمواصلة حياته الحالية في الفجور والإسراف، ولكن أخبره أنّه إذا أراد العمل في المزرعة والتجارة معه، فسيعطيه نصيباً عادلاً من الأرباح، فرفض إيسدو هذا بسخط، وعاد إلى المدينة واستشار بعض أصدقائه القدامى حول أفضل شيء يمكن فعله.

كان الرجال الذين تحدث إليهم رجال سيئون تمامًا، وكانوا برفقة إسيدو لفترة طويلة، فاقترحوا عليه أن يتجوّل في المدينة ويقترض المال من الأشخاص الذين كان يستضيفهم في حفلاته، ثمّ يهرب إلى بلدة أكبابريوس التي كانت تستغرق حوالي أربعة أيام من كالابار، فعل إيسدو هذا وتمكن من اقتراض الكثير من المال، على الرغم من رفض الكثير من الناس لإقراضه أي شيء.

ثمّ انطلق في الليل مع رفاقه الأشرار الذين حملوا أمواله، لأنّهم لم يتمكنوا من اقتراض أي شيء بأنفسهم، وهم معروفون جدًا بسوء اخلاقهم، وعندما وصلوا إلى بلدة أكبابريوس وجدوا العديد من النساء الجميلات ثمّ بدأوا نفس الحياة مرة أخرى حتّى بعد بضعة أسابيع ذهب معظم المال، ثمّ تشاورا معًا حول كيفية الحصول على المزيد من المال.

نصح الرفاق الأشرار إسيدو بالعودة إلى شقيقه الثري، متظاهراً أنه يريد العمل معه وأنّه تخلى عن حياته القديمة، ثمّ أخبروه أنهم سيحصلون بعد ذلك على السم من رجل يعرفونه ويعطونه له؛ ليضعه في طعام أخيه حتّى يموت، وبعد ذلك يصبح إسيدو ممتلكًا لكل ثروة أخيه ويمكنهم العيش بنفس الطريقة التي كانوا يعيشونها سابقًا، وافق إسيدو الذي كان قد غرق في مستوى منخفض جدًا بأخلاقه على هذه الخطة، وغادروا بلدة أكبابريوس في صباح اليوم التالي.

بعد مسيرة لمدة يومين، وصلوا إلى كوخ صغير في الأدغال يعيش فيه رجل كان خبيرًا في السموم، يُدعى اكبوني، وعندما قدموا له رشوه بثمانمائة قطعة نقدية، وأقسم لهم على السرية في هذا الأمر، وأعطى إيسدو طردًا صغيرًا يحتوي على سم قاتل قال أنه سيقتل شقيقه في ثلاثة أشهر، وكل ما كان عليه فعله هو وضع السم في طعام أخيه.

عندما عاد إسيدو إلى منزل شقيقه، تظاهر بالأسف الشديد على أسلوب حياته السابق، وقال أنّه سوف يعمل معه، كان أيو سعيدًا جدًا عندما سمع هذا، واستقبل أخيه على الفور، وأعطاه ملابس جديدة وطعاماً كثيرًا ليأكل، وفي المساء، أثناء تحضير العشاء، ذهب إسيدو إلى المطبخ متظاهراً أنه يريد إشعال سيجاره، كان الطباخ غائبًا ولم يكن أحد حوله، فوضع السم في الحساء، ثم عاد إلى غرفة المعيشة.

ثمّ طلب بعضاً من الطبق الذي تم إحضاره، وعندما انتهى، قال أنّه لا يريد أي عشاء، وذهب للنوم، تناول أخوه إيو آي العشاء بمفرده وأكل كل الحساء، وفي غضون أسبوع بدأ يشعر بالمرض الشديد، ومع مرور الأيام أصبح أسوأ، لذلك أرسل الخدم لساحر معروف ليرى ما حلّ بسيدهم، وعندما رآه إسيدو قادمًا، غادر المنزل بهدوء، لكن الساحر بعد تقليبه بعض الأوراق، سرعان ما اكتشف أن إسيدو هو من أعطى السم لأخيه.

وعندما أخبر إيو بهذا، لم يصدقه، وطرده بعيدًا، ومع ذلك، عندما عاد إسيدو أخبره شقيقه الأكبر بما قاله الساحر، لكنّه لم يصدقه وطرده  بعيدًا، شعر إسيدو بارتياح شديد عندما سمع هذا، ولكن نظرًا لأنّه كان قلقًا من وجود أي شكوك في الجريمة، ذهب إلى منزل الساحر، وأقسم أنّه لم يعط أخيه سمًا، وبعد ثلاثة أشهر من أخذ السم، مات إيو، مما أدى إلى حزن كل من عرفه، لأنّه كان يحظى باحترام كبير.

ليس فقط بسبب ثروته الكبيرة، ولكن لأنّه كان أيضًا رجلًا مستقيمًا وصادقًا، ولم يؤذي أحدًا، حافظ إسيدو على إقامة جنازة أخيه حسب العادات المعتادة، وكان هناك الكثير من الاحتفال والرقص والذي استمر لفترة طويلة، ثمّ دفع إسيدو لدائنيه القدامى من أجل جعل نفسه يتمتع بشعبية، وظل يقيم الحفلات والولائم حيث كان يتسلى كثيرًا، وينفق أمواله بعدة طرق حمقاء.

واستمر رفاقه الأشرار القدامى برفقته كما فعلوا من قبل، ثمّ ساءت الأمور لدرجة أنّ كل الأشخاص المحترمين لم يكن لهم أي علاقة به، وأخيراً كان رؤساء البلد الذين رأوا الطريقة التي كان بها إسيدو يبدد ممتلكات أخيه الراحل، وتجمعوا معًا، وفي النهاية توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه رجل ساحر، وسمم أخيه من أجل الحصول على ثروته.

كان هؤلاء الرؤساء الذين كانوا جميعًا أصدقاء الراحل إيو والذين شعروا بالأسف الشديد على وفاته، لأنّهم عرفوا أنّه لو عاش لكان سيصبح زعيمًا عظيمًا وقويًا، اتخذوا قراراتهم لإعطاء إيسيدو دواء قوي للغاية، يدخل في رؤوس الرجال، لذلك عندما يشربه يضطر إلى قول الحقيقة ثم طُلب من إسيدو أن يرتدي ملابسه ويحضر الاجتماع في منزل الرئيس.

وعندما وصل اتهمه الرؤساء بقتل شقيقه بالسحر، فنفى فعل ذلك، لكن الرؤساء أخبروه أنه إذا كان بريئًا فعليه إثبات ذلك بشرب وعاء الدواء الذي وضع أمامه، ونظرًا لأنه لم يستطع رفض الشرب، فقد شرب الوعاء في خوف ورجفة شديدين، وسرعان تأثر بالمشروب، واعترف بأنّه سمم أخيه، لكنّ أصدقاءه نصحوه بذلك، وبعد حوالي ساعتين من شرب المشروب، مات إسيدو بألم شديد.

ثمّ تمّ إحضار الأصدقاء إلى الاجتماع وتقييدهم واستجوابهم فيما يتعلق بالجزء الذي قاموا به في وفاة إيو، ولأنّهم كانوا خائفين جدًا من الإجابة، أخبرهم الرؤساء أنّهم يعرفون من إسيدو أنّهم حثوه على تسميم أخيه، ثمّ نُقلوا إلى المكان الذي دفن فيه إيو، وحُفر القبر، وقطعت رؤوسهم وسقطت في القبر، وألقيت جثثهم كذبيحة عن الخطأ الذي ارتكبوه، ثم غطّوا القبر مرة أخرى.


شارك المقالة: