مهما طال المكر وكان صاحبه ذكيّاً فلا بد أن تظهر الحقيقة في نهاية الأمر، سنحكي في قصة اليوم عن ثعلب ماكر، يفكّر دائماً في كيفية اصطياد الأرنب؛ فقام بعمل حيلة ليتمكّن من ذلك، ولكن حيطة الأرنب وحذره جعله يتمكّن من اكتشاف كذب هذا الثعلب وادّعائه من خلال حيلة قام بها.
قصة الأرنب والثعلب الماكر
يعيش الثعلب في الغابة الجميلة بجوار الأرنب، وكان هذا الثعلب المكّار يفكّر دائماً كيف سيصطاد هذا الأرنب ويظفر به كوجبة لذيذة، ويمضي ليله ونهاره في تجهيز الحيل لذلك، كان الأرنب الصغير يعيش بسعادة لولا هذا الثعلب الذي يقلق راحته؛ ففي يوم من الأيام شعر بحركة وأصوات غريبة من خلف إحدى الأشجار.
شعر هذا الأرنب بالخوف وقفز على أحد الأغصان ليرى ما هو مصدر هذا الصوت، وعندما صعد للأعلى رأى الثعلب يقف في الأسفل ويترصّد له، وعندما نظر له الأرنب قال له: ماذا تريد؟ قال له الثعلب: لا تخف أيّها الأرنب فأنا لا أريد بك شرّاً بل أريد إخبارك بأمر ما، فقط انزل إلى هنا.
الأرنب كان حريصاً ويعلم بمكر الثعلب فقال له: يمكنك أن تخبرني وأنا أسمعك من فوق، لا داعي لأن أقترب منك، قال له الثعلب: لقد وضع ملك الغابة قانوناً جديداً في الغابة وأنا أريد إخبارك به، قال له الأرنب: وما هو القانون الجديد؟ قال له: لقد وضع قانون السلام بين كل الحيوانات وأزال العداوة بينهم؛ فالذئب أصبح صديقاً للنعجة، والفأر صديقاً للقط وأنا سأصبح صديقاً لك، لذلك عليك أن لا تخف مني.
شكّ الأرنب بكلام الثعلب ولم يصدّق مقولته؛ لذلك نوى أن يقوم بعمل اختبار له لكي يتأكّد من هذا القانون الذي لم يسمع به أحد، فقال له: أريد منك أيّها الثعلب أن تثبت لي صدق كلامك، اذهب وأحضر الكلب والعب معه، وإن رأيت الكلب يلعب ويضحك معك فسوف أصدّق كلامك، وأنزل لكي ألعب معك، الأرنب يعلم بأن الكلب عدو للثعلب.
فكّر الثعلب ماذا سيفعل ولم يكن أمامه إلّا أن يذهب لمنزل الكلب ويتظاهر بأنّه يلعب معه، اتجّه الثعلب إلى منزل الكلب وبدأ يتظاهر بأنّه يلعب معه، واختبأ خلف إحدى الأشجار، كان هذا الكلب نائماً لكنّه أحس بحركة الثعلب فاستيقظ فجأةً وركض وانقض عليه وأمسكه من رقبته وبدأ يضربه.
عندما رأى الأرنب ذلك ضحك كثيراً وعلم بكذب الثعلب ومكره، ندم الثعلب على فعلته وأدرك وقتها أن في الكذب هلاك وفي الصدق منجاة.