قصة من هو زعيم الغابة

اقرأ في هذا المقال


من أهم الأمور التي يجب علينا أن نعلّمها لأطفالنا هو صفات الشخصية القيادية، فهي يجب أن تجمع القوّة والذكاء، سنحكي في قصة اليوم عن الثعلب والقرد كانا يتنافسان لزعامة الغابة، ولكن كلاهما خسر المنافسة؛ فالقرد كان غبياً ووقع في فخ الثعلب، أمّا الثعلب فكان ضعيفاً وذهب ضحية ضربة القرد.

قصة من هو زعيم الغابة

في غابة من الغابات التي ليس لها زعيم مات الأسد ملك الغابة، وكانت الحيوانات قد اعتادت على عقد اجتماع لانتخاب زعيم جديد للغابة، الثعلب هو المسؤول عن عقد الاجتماع ودعوة الحيوانات له، وذات صباح استيقظ الثعلب باكراً وكان يسير في الغابة وهو يحمل ورقة بيده وكان يقرأها ويردّد بصوت منخفض ويقول: إن الوضع في غابتنا لا يشير إلى أي تفاؤل، يجب علينا إيجاد زعيماً للغابة.

بينما هو يسير ويردّد إذ قابله القرد وقال له: مرحبا يا ثعلب تعال وكل معي فلدي طعام لذيذ، رد عليه الثعلب: ولكن أنا مشغول باجتماع المساء، قال القرد مندهشاً: اجتماع؟ وأي اجتماع تقصد؟ رد عليه الثعلب: ألا تتذكّر أن جميع الحيوانات أقرّت الشهر الماضي اجتماعاً لاختيار زعيم الغابة، لم يكترث القرد بما قاله الثعلب وقال له: حسناً اذهب الآن، فأنت لا فائدة منك في هذا الاجتماع.

جاء المساء واجتمعت الحيوانات في هذا الاجتماع، وقف الثعلب فوق صخرة عالية وبدأ يتحدّث بصوت عالي ويقول: يا أيّتها الحيوانات، جميعكم يعلم بأنّنا نريد انتخاب زعيم لغابتنا، وأنا أريد من أي حيوان يريد ترشيح نفسه لزعامة الغابة أن يتقدّم ويقوم بإلقاء خطبة؛ فكما تعلمون زعيم الغابة يجب عليه أن يكون ماهراً في الكلام وإقناع الآخرين برأيه ووجهة نظره.

اندهشت الحيوانات من كلام الثعلب، وصارت كلّها تنظر لبعضها البعض مستنكرة كلام الثعلب؛ فلا يوجد أي حيوان لديه مهارة التحدّث أو إلقاء الخطب الرسمية أبداً، ظلّ الثعلب ينادي بصوت عالي ويقول: هيا من يريد الترشّح لزعامة الغابة؟ ولكن لا أحد من الحيوانات رد على كلامه.

بعد قليل قرّرت الحيوانات الانسحاب من ذلك الاجتماع، فلم يعد له أي أهميّة، انصرف الجميع ولم يبقى أي أحد، شعر الثعلب بالفرح؛ فالخطة التي رسمها نجحت، نادى على الحيوانات بصوت عالي وقال لهم: انتظروا لقد حان الوقت لتعلموا أن الثعلب هو أفضل الخيارات لأن يكون زعيماً لغابتكم، وحماية لكم من الأعداء، سوف ألقي خطبتي التي أعددتها لكم، بدأ الثعلب يهيأ نفسه لإلقاء الخطبة التي كان يرددّها طوال اليوم.

بدأ خطبته قال: الوضع في الغابة لا يدعو للتفاؤل، فنحن بحاجة لزعيم جديد للغابة، بينما كان الثعلب يلقي خطبته إذ جاء القرد، وكان يحمل معه سلّة للطعام، وصار يوزّع على جميع الحيوانات، عندما رآه الثعلب أخبره بأن يتقدّم ويلقي خطبته إن كان يريد أن يصبح زعيماً للغابة، نظر القرد من حوله فوجد جميع الحيوانات تشجّعه على ذلك.

شعر القرد أن هذا الأمر سيكون مسليّاً؛ فأشار للثعلب أنّه يريد أن يلقي خطبة، صعد القرد فوق الصخرة العالية وبدأ كلامه: يا أيّتها الحيوانات أنا لا أجيد الكلام بشكل جيد ولكنّ أريد منكم أن تنظروا لي، وصار القرد يقفز ويصفّق ويلفت انتباه الجميع لحركاته المسليّة، وصارت الحيوانات سعيدة به وتهتف وتنادي باسمه.

أبدت الحيوانات إعجابها بالقرد وصوّت الجميع للقرد أن يصبح هو زعيم الغابة؛ وذلك لأنّه حيوان مسلّي ويضفي عليهم المرح والسعادة، شعر الثعلب بالاغتياظ الشديد لاختيارهم للقرد، وتجاهلهم لخطبته التي كان دقيقاً في كتابتها.

صار القرد زعيماً للغابة لأن جميع الحيوانات قد اختارته، فكّر الثعلب في خطّة لينتقم من ذلك القرد؛ فجاء له مرّةً وهو يجلس على كرسي كبير ويضع التاج فوق رأسه وقال له: أيّها القرد لقد وجدت في الغابة قطعة كبيرة من اللحم وأردت أن أخبرك أن تذهب وتأكلها بنفسك، قال له القرد: وأين هي خذني إلى مكانها؟ سار القرد وراء الثعلب وكان قد حفر حفرة كبيرة وضع بها قطعة اللحم.

سار الثعلب والقرد وظل الثعلب يصف للقرد مكان قطعة اللحم حتّى وصل للحفرة، وقال للقرد: اذهب أنت لوحدك فأنا قدمي تؤلمني، مشى القرد ووقع بالحفرة، ركض الثعلب وغطّى الحفرة بأوراق الشجر، غضب القرد وعلم بأنّها حيلة من الثعلب فصار يصيح مستنجداً.

جاءت الحيوانات وعندما رأت القرد قد وقع في الفخ قالت: نحن لا نريد زعيماً مغفّلاً، فرح الثعلب أنّه سيصبح هو زعيم الغابة، ولكن القرد نوى الانتقام منه؛ فانتظره حتى اقترب ورمى عليه حجر كبير حتى أوقعه معه في الحفرة، وصار القرد والثعلب يتعاركان داخل الحفرة. نظرت الحيوانات للثعلب والقرد وهما يتنافسان على زعامة الغابة، وصار الجميع يضحك ويقول: نحن لا نريد زعيماً للغابة.


شارك المقالة: