أكثر القصص التي يحب الأطفال سماعها هي التي تحتوي على أحداث غريبة وغير مألوفة، مثل قصص الأم الحقيقية والوهمية، وسنحكي في هذه القصة عن أم لطفل جاءت امرأة أخرى وحاولت سرقة طفلها، ولكن جاء رئيس القبيلة وقام بعمل حيلة ذكية استطلع من خلالها اكتشاف الأم الحقيقية للطفل، والعبرة من القصة هي الأمومة هي التضحية.
من هي الأم الحقيقية:
كان هنالك امرأة مسافرة مع طفلها الرضيع في مكان بعيد في بلاد الهند، فمرت في طريقها بغابة جميلة مليئة بالفراشات وزقزقة العصافير، وكان طفلها الرضيع سعيد بهذه الغابة الجميلة التي كان يلاعب بها الفراشات، كانت تمشي الأم مسافات طويلة حتى وصلت لبحيرة مياهها باردة وعذبة، فقرّرت أن تستحم بهذه المياه ووضعت طفلها على مكان طري من العشب.
عندما نزلت هذه الأم في المياه للسباحة والاستحمام سمعت صوتاً، وعندما التفتت وجدت امرأة تجلس بجانب ابنها وتقول: هل تسمحين لي باللعب مع هذا الطفل قليلاً؟ فكرت الأم قليلاً وقالت: بالطبع يمكنك اللعب معه، فبدأت المرأة ملاعبته مستمتعة، وشعرت أمه بالاطمئنان على طفلها لسماعه يضحك فقرّرت أن تبقى في المياه لوقت أطول.
بينما كانت الأم تسبح بالمياه لم تعد تسمع صوت طفلها وعندما خرجت لترى الأمر وجدت الامرأة التي تلاعب طفلها قد أخذته وهربت، فخرجت من الماء مسرعة لكي تلحق بها، وعندما وصلت لها قالت: إلى أين تذهبين بطفلي؟ قالت لها: هذا طفلي ابتعدي عنه أنتِ سارقة الأطفال.
في تلك الأثناء مر بعض الأشخاص من قبائل هذه البلدة، وسمعوا صوت الصراخ فسألوهم عن سبب هذا النزاع: فأجابت الأم: هذا ابني وهذه المرأة أخذته وهربت، فردت المرأة: لا إنها تكذب هذا طفلي أنا، احتار الرجال ما الحل لهذه المشكلة فقال أحدهم: يجب أن نأخذكم إلى رئيس القبيلة، فصرخت الأم الوهمية وبكت وقالت: لماذا تريدون فعل هذا أنا أخبرك بأن هذا ابني أنا يجب أن تصدقونني أنت جميعكم سارقي أطفال.
قال لها الرجل: يبدو أن بيننا سارق طفل ويجب أن نذهب لرئيس القبيلة لحل هذه المشكلة، سار الجميع بطرق متعرّجة في الغابة حتى وصلوا إلى كهف غريب، تحدّث الرجال مع حراس الكهف بلغة غريبة، ثم دخلوا إلى داخل الكهف وكان معتماً حتى ظهر فجأة شخص وبدا كأنه شبح من وسط الظلام فكان هو الرئيس.
بدأ يتحدّث بلغة غريبة مع الرجل، ثم سأل الامرأتين: من منكما أم هذا الطفل، فصرخت كلتاهما: أنا، أخذ الرئيس الطفل ورسم دائرة على الأرض ووضع الطفل فيها وقال لهما: في قانون الغابة البقاء للأقوى ويجب على إحداكما أن تمسك الطفل برأسه وواحدة بقدمه لنرى من منكم الأقوى، اقتربت الأم الحقيقية والوهمية من الطفل لإمساكه، عند اقتراب الأم الحقيقية نظر لها الطفل وابتسم ومسك بإصبع يدها وأقفل عليه بقبضته، وبكت الأم وأصبحت تربّت على رأس ابنها بهدوء.
فجأة علا صوت الطبول في الكهف وقال الرئيس: فلتبدأ المنافسة، وما إن سمعت الأم الوهمية بذلك حتى بدأت بشد قدمي الطفل بقوّة، أمّا الأم الحقيقية ظلت تنظر إليه بحزن شديد، وعندما وجدته يبكي من الألم صرخت قائلة: أرجوكِ توقفي فأنا أستسلم لا أريد أن أكون طرفاً في هذه المنافسة.
فرحت الأم الوهمية وقالت: أنا ربحت فأنا الأقوى في المنافسة وأخذت الطفل، ولكنها تفاجأت بأن رئيس القبيلة نظر لها وقال: هيا أعيدي الطفل لأمّه الحقيقية فقالت: ولكنّني ربحت، فقال لها: بل ظهر أنكِ أنتِ هي السارقة وأنّها هي الأم الحقيقية، اعترضت الأم الوهمية وقالت: ولكنك قلت أن البقاء للأقوى وأنا من كنت الأقوى بالمنافسة، فقال لها: ولكنّني كنت أقصد قوّة الأمومة وهي التي ظهرت لدى أمّه الحقيقية عندما تنازلت عن حقّها حتى لا ترى ابنها يتألم، فالأمومة هي التضحية.
أعطى رئيس القبيلة الولد لأمه وفرحت كثيراً وشكرته وقال للأم الوهمية: أنا أعرف من انت إياك أن أراكِ مجدّداً في الغابة، فتفاجأت الأم الحقيقية أنها كانت ساحرة وكانت كثيراً ما تأتي للغابة وتسرق الأطفال ولكن لم تستطيع فعل ذلك في هذه المرّة فقد كشف رئيس القبيلة أمرها وحذرّها من القدوم مرة أخرى، أمّا عن قدومها للغابة مرة أخرى فهذا أمر بقي غامض.